تساقطات مطرية وثلجية على مشارف شهر ماي.. حالة طبيعية أم تغير مناخي؟

على غرار باقي دول العالم، كان للمغرب خلال السنوات الأخيرة، نصيب من العبئ المناخي، الناجم عن التغيرات المناخية، التي مست التوازنات البيئية، الطبيعية والبشرية على مستوى العالم. وسجل طيلة المواسم الماضية، ارتفاعا غير مسبوق في درجة الحرارة، وانخفاضا كبيرا في نسبة هطول الأمطار، التي أدت إلى تدهور باقي موارده الطبيعية.

ورغم تميزه بمناخ معتدل، سجل المغرب درجات حرارة قياسية هذا الشتاء، بلغت أعلى مستوياتها في شهر يناير الماضي، الذي كان الأكثر حرارة في المملكة منذ العام 1940. ما يؤكد تأثير التغيرات المناخية على البلاد، مثلها مثل باقي مجموعة من بلدان منطقة البحر الأبيض المتوسط.

وعلى بعد أسابيع قليلة من حلول فصل الصيف، توقعت المديرية العامة للأرصاد الجوية، بداية الأسبوع الجاري، نزول أمطار مصحوبة برعد فوق الأطلسين الكبير والمتوسط، والجنوب الشرقي، فضلا عن سقوط بعض الثلوج فوق قمم مرتفعات الأطلسين الكبير والمتوسط، التي يتعدى علوها 2000 متر.

ظاهرة عالمية عادية

وفي هذا الإطار، أكد حسن شواوطة، الخبير الدولي في القضايا البيئية والتنمية المستدامة، على أن ظاهرة التغيرات المناخية، “ليست جديدة على المغرب”. مشيراً إلى أنها “بدأت تأخذ مسارا أكثر حدة وتسارعا في السنوات الأخيرة”. مستندا في ذلك، إلى تنبؤات، وتقارير لمجموعة من المراكز الدولية، والخبراء، والباحثين.

وفي ظل الارتفاع الكبير في درجة الحرارة الذي تسجله عدد من المدن، مقابل انخفاضها في مدن أخرى، خصوصا في فصل الربيع، أوضح شواوطة في تصريح لـ”بلادنا24“، أن “ارتفاع وانخفاض درجة الحرارة، تبقى ظاهرة عالمية عادية، ليس لها أي علاقة بالظواهر المناخية الأخرى المتقلبة التي تدوم لفترة طويلة”. مشددا على أنه “رغم تميز المملكة بمناخ معتدل، إلا أن الارتفاع في درجات الحرارة، يعكس تداعيات الاحتباس الحراري”.

عدم استقرار في الغلاف الجوي

وبخصوص ظاهرة هطول الثلوج نهاية فصل الربيع، وعلى مشارف شهر ماي، والتي سبق وأعلنت عنها المديرية العامة للأرصاد الجوية، أبرز المتحدث ذاته، أن هذه الظاهرة، “ونظرا لغرابتها، كون أن الثلوج تتساقط بالمغرب في فصل الشتاء، إلا أنها حالة طبيعية عادية، نظرا لأنها ناتجة عن عدم استقرار في الغلاف الجوي، إذ أن حرارة الأرض ارتفعت، فيما تراكمت الرطوبة القوية في الجو”.

وفي هذا السياق، استدل البيئي، بسوء الأحوال الجوية التي شهدتها مدينة دبي الإماراتية، قبل أيام، بعدما غمرتها مياه التساقطات المطرية القوية، والتي أدت إلى عرقلة حركة المرور بالمدينة، كما تم تعطيل المدارس لمدة يومين. موضحا أن “تكرار هذه الحالة، ولمدة طويلة، يمكن أن يطرح تساؤلات عدة لدى الخبراء”.

المزيد من الأرقام القياسية

وفيما يتعلق بالسيناريو المحتمل للصيف المقبل، توقع شواوطة، أن تسير درجات الحرارة في منحى تصاعدي، على غرار السنوات الفارطة التي سجلت أرقاما قياسية، والتي تجاوزت في بعض الأقاليم ومدن المملكة، 50 درجات مئوية.

وللإشارة، أظهر تقرير أصدرته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، عن حالة المناخ العالمي، أن عام 2023 شهد تحطيما للأرقام القياسية فيما يتعلق بدرجة حرارة الأرض، وارتفاع مستوى سطح البحر، وما صاحب ذلك من “طقس متطرف”، خلف آثارا من الدمار واليأس.

هذا، وأضحى التغير المناخي، من أبرز التحديات التي تهدد مستقبل التنمية المستدامة، خاصة مع احتمال تزايد آثاره السلبية على صحة الإنسان، والأمن الغذائي، والنشاط الاقتصادي، والموارد المائية، وغيرها من الموارد الطبيعية الأخرى.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *