أميمة حدري في سياق التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها المغرب، كشف المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي عن أرقام مقلقة تتعلق بالهدر المدرسي، وكذا واقع مقلق يتعلق بالعمل والدراسة والتكوين في صفوف الشباب، مما أثار انتباه البرلمانيين وفتح باب النقاش حول السياسات والإجراءات اللازمة لمواجهة هذه الظاهرة المتنامية، لضمان مستقبل أفضل للأجيال الشابة.
في هذا الصدد، قال رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، إن “المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أصدر مؤخرا تقريرا صادما حول الشباب، الذين لا يشتغلون وليسوا بالمدرسة ولا يتابعون أي تكوين، أو ما يسمى NEET”.
وأضاف رشيد حموني في سؤال كتابي، وجهه إلى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، اطلعت “بلادنا24” عليه، أن “التقرير أكد على أنه يوجد واحد من بين كل أربعة شباب، تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة، في وضعية NEET، أي ما يعادل 1.5 مليون فرد (ويقفز هذا العدد إلى نحو 4.3 مليون شاب أعمارهم بين 15 و34 سنة)، وفي ذلك إهدار خطير لطاقات فئة الشباب التي من المفترض أن تشكل عنصر قوة اقتصادنا الوطني ومحركه”.
هذه الأرقام يضيف النائب البرلماني “تبين محدودية سياسات الحكومة، في معالجة إشكالية التلاؤم بين التعليم وسوق الشغل، وأيضا في مواجهة ظاهرة الهدر المدرسي، لا سيما بين مرحلة التعليم الثانوي الإعدادي والتعليم الثانوي التأهيلي، إذ تؤكد الأرقام أن حوالي 331.000 تلميذ يغادرون المدرسة سنويا، لأسباب عديدة منها الرسوب المدرسي، والصعوبات المرتبطة بالوصول إلى المؤسسات التعليمية، خاصة في المجال القروي، علما أن المدارس الجماعاتية تعرف إشكالات ونقائص كبيرة يجب معالجتها”.
وفي ختام سؤاله الكتابي، طالب رئيس فريق التقدم والاشتراكية، الوزير شكيب بنموسى، بالكشف عن “القرارات التي سوف تتخذها وزارته، بمعية القطاعات الأخرى المعنية، لأجل معالجة إشكالية الهدر المدرسي، الذي يعد أحد أهم أسباب ظاهرة إهدار طاقات ملايين الشباب اجتماعيا واقتصاديا؟”.
