في طريقها إلى اقتناء “الدهاز”.. فرحة زفاف “فاطنة” تتحول إلى مأساة بعد مصرعها في حادثة دمنات

لازالت فاجعة دمنات ترخي بظلالها على الرأي العام الوطني، حيث إن هذه الفاجعة جعلت مجموعة من الدول تقدم العزاء للمملكة المغربية، في وفاة 24 مواطنا، من ضحايا انقلاب “ترونزيت” على مستوى منحدر جبلي خطير بدوار اخشان جماعة سيدي بولخلف.

ضحايا فاجعة دمنات ستبقى ذكرى موشومة في أذهان المغاربة، خصوصا وأنه من بين ضحايا الفاجعة، توجد شابة تدعى فاطنة، حيث فارقت الحياة رفقة والدها، أثناء توجههما إلى السوق الأسبوعي بجماعة دمنات، من أجل اقتناء التجهيزات الخاصة بعرسها، أو ما يعرف بـ”الدهاز”.

كانت فاطنة، على موعد لعقد قرانها مع أحد أبناء المنطقة، وكانت الفرحة تخيم على أفراد أسرتها استعداد لليلة عمر ابنتهم، لكن “شاء القدر” أن تتحول فرحة الأسرة إلى مأساة حقيقية، بعد فقدان العروس الحياة رفقة والدها في حادثة انقلاب “الترونزيت”.

فاطنة التي كانت تحلم بالزواج، من أجل مغادرة الدوار، الذي يعيش عزلة تامة عن الحضارة، وهو الدوار الذي تنتظر فيه كل الفتيات بصبر يوم زواجهن للابتعاد عنه والبحث عن حياة جديدة، خاصة وأنهن ينقطعن عن الدراسة في وقت مبكر، نظرا للظروف الاجتماعية “وقلة الشي” التي يعيشها ساكنة ضواحي دمنات، بالإضافة إلى بعد المؤسسات التعليمية بكيلومترات عن الدوار.

فاطنة لم تكن تعلم أن الطريق الرابطة بين جماعة أيت تمليت وجماعة دمنات، ستكون حتفها الأخير، وحرمان أسرتها من لحظة العمر التي تحلم بها أي فتاة في العالم القروي، مما يطرح سؤال تحديد المسؤوليات في استمرار عيش مغاربة في القرن الـ21 في عزلة تامة عن الحضارة وعن كل مقومات العيش الكريم.

عائلة فاطنة كانت تستعد لحفل زفاف ابنتها بكل فرح وهي تقوم بوضع الحناء لمجموعة من الفتيات والنساء المقربين والجيران، لكن منزل الفرح عوض أن يحتضن أهازيج “أحواش” والزغاريد، تحول إلى قبلة لتقديم التعازي فقدان فاطنة ووالدها.

فقدان فاطنة ليس الحزن الوحيد في الدوار، بل عدد كبير من الأطفال صاروا يصرخون حزنا على فقدان آبائهم، الذين كانوا في طريقهم لإحضار لقمة عيش، ليتركوا فلذات أكبادهم يتامى بين عشية وضحاها.

مشهد حزن كبير لم يسبق لدوار أيت عنيناس أن عاشه من قبل، خاصة وأن الدوار يقطنه أسر قليلة مقربة لبعضها البعض، فتحول الهدوء الذي يعيشه سكان الدوار إلى بكاء وحزن، ولازال الجميع مصدوم من هول هذه الفاجعة التي راح ضحيتها 24 من الدوار.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *