فاعل تربوي لـ”بلادنا24″: المعدلات المرتفعة لا تعني أن تعليمنا بخير

بلادنا24 – جمال العبيد |

نوه العديد من المتابعين للشأن التعليمي بالمعدلات المرتفعة في امتحانات الباكالوريا التي حصدها تلاميذ وتلميذات، بمديريات مختلفة، معتبرين إياها دليلا على تضحيات نساء ورجال التعليم، وعلى المجهودات التي تبذلها الوزارة الوصية لإصلاح الاختلالات بقطاع التربية والتكوين.

وفي المقابل، لم تغير تلك المعدلات من نظرة متابعين آخرين للواقع التعليمي، مفادها أن نظامنا التربوي والتعليمي ليس على ما يرام، وحصول شريحة واسعة من التلاميذ على معدلات تقترب من العلامة الكاملة (20/20) لا يمكن أن يحجب واقع تعليمنا القاتم.

وفي هذا السياق، قال محمد الحمري، رئيس الجمعية المغربية لحقوق التلميذ، في تصريح لـ”بلادنا24“، إن “القراءة التي تربط بين المعدلات المرتفعة ونجاعة الإصلاحات بقطاع التعليم سطحية ومجانبة للصواب”، مستدلا على ذلك بكون “النخبة التي تحصل على أعلى المعدلات ليست وليدة النظام التعليمي الحالي، وإنما كانت حاضرة أيضا خلال الأنظمة القديمة”.

وأوضح أن “منظومة التقويم تغيرت نسبيا ولم تعد تسير في اتجاه الموضوعية والعلمية وهناك أطر مرجعية وسلم تنقيط ومعايير أخرى يتم احترامها وهذا لم يكن موجودا في الأنظمة السابقة”، معتبرا أن  “الحكم على النظام التعليمي والقول بأنه على خير لا يكون بناء على أرقام تكون خادعة أحيانا من قبيل عدد الحاصلين على المعدلات المرتفعة، وإنما بناء على عدد التلاميذ الذين احتفظنا بهم داخل الفصول الدراسية وعدد التلاميذ الذين تمكنوا من الكفايات الأساسية من مستوى إلى آخر وعدد التلاميذ الذين حصلوا على أقل من المعدل، بالإضافة إلى إحصائيات أخرى”، بحسب تعبيره.

وكشف الحمري وجود الغش في الامتحانات والنفخ في النقط،، وخصوصا في التعليم الخصوصي، “وهذا ما يفسر الفرق الشاسع بين نقط الامتحان ونقط المراقبة المستمرة”، مشيرا إلى أن “ارتفاع نسبة النجاح في امتحانات الباكالوريا لثلاث مواسم متتالية يثير الشكوك والتساؤلات بالنظر إلى أن التعلمات لم تبن بالشكل السليم بسبب إضرابات الأساتذة وجائحة كورونا”، على حد تعبيره.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *