بلادنا24 مع ارتفاع درجات الحرارة، طفى موضوع التسممات الغدائية في فصل الصيف على السطح من جديد، إذ تتسبب الحرارة في تلف العديد من الأغذية، بسبب سوء التخزين، أو عدم خضوعها للتبريد اللازم. وبالموازاة مع ارتفاع درجات الحرارة، يزداد إقبال المستهلكين على محلات تجارية لا تتوفر على شروط السلامة الصحية، من أجل اقتناء الفواكه للإنتعاش بها، بالرغم من أن سلامتها لا تكون مضمونة في غالب الأحيان.
60 حالة تسمم بسيدي بنور
وفي هذا الصدد، وجه رئيس فريق التقدم والإشتراكية بمجلس النواب، رشيد حموني، سؤالا كتابيا لوزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد الصديقي، تسائل فيه حول التدابير الاستعجالية التي من المرتقب أن تتخدها الوزارة الوصية لحماية صحة وسلامة المواطنات والمواطنين، لتفادي حدوث حالات تسمم جماعي مماثلة للحادثة التي وقعت بلإقليم سيدي بنور، والتي تسببت في تسمم حوالي 60 شخصا.
وأشار الحموني في سؤاله، إلى الحادثة، مؤكدا أن “حوالي 60 مواطنة ومواطنا من أعمار مختلفة، ينحدرون من بعض الدواوير التابعة لجماعتي بني هلال وأولاد سيدي بوحيا، بإقليم سيدي بنور، تعرضوا يوم السبت 08 يوليوز 2023 لتسمم غذائي، حيث توافدوا، على المستشفى الإقليمي لسيدي بنور، لتلقي العلاجات اللازمة، بعد ظهور أعراض التسمم الغذائي الحاد عليهم، والمتمثلة خصوصا في التقيؤ وارتفاع درجة حرارة الجسم والإسهال”.
وأبرز النائب البرلماني، أن “السبب الرئيسي في هذه الواقعة يعود إلى استهلاك المعنيين لفواكه موسمية تم اقتناؤها من السوق الأسبوعي جمعة بني هلال يوم الجمعة 07 يوليوز 2023”.
وتابع المتحدث ذاته، أن “هذه الواقعة تسائل مدى مراقبة واحترام معايير الجودة والوقاية والسلامة الصحية للمواد والمنتجات الغذائية المعروضة للبيع لفائدة للمواطنات والمواطنين، على اختلاف أنواعها وأصنافها، والتي تروج في مختلف أسواق البلاد”.
احتمال التعرض للتسممات الغذائية
وفي هذا السياق، أكدت الأخصائية في التغدية، حسناء العلوي، أن “هذه الفترة من كل سنة بالموازاة مع ارتفاع درجات الحرارة، ترتفع احتمالات الإصابة بالتسمم الغدائي، إذ هناك بعض الفواكه الموسمية التي تتعفن بسرعة، وتتطلب قياسا معينا من التبريد، وإلا فتناولها يكون خطر مباشر على صحة الأفراد، خاصة من يعاني من ضعف في المناعة”.
وأشارت الأخصائية، في تصريح لـ”بلادنا24“، أن “هذه الفترة تظهر مجموعة من الفواكه الشهية التي يمتاز بها هذا الفصل دون الفصول الأخرى، والتي تتميز بتعدد فوائدها وغناها بالمعادن والفيتامينات، فضلا عن كونها تمد الجسم بالطاقة التي يحتاجها، لكن من الضروري توخي الحذر الازم عند اقتناء هذه الفواكه”.
وبخصوص نصائح تساهم في الحد من التعرض لخطر التسمم، أوضحت العلوي، أنه من المهم “التأكد من غسل الفاكهة جيدا قبل تناولهم، نظرا لأنها تحتوي على بكتيريا صغيرة ضارة، وهذه البكتيريا لا يمكن أن تقضي عليها أنظمة الغسل التي يعتمدها منتيجي هذه المواد الحيوية قبل تسويقها، لذلك من الضروري تغطيسها في محاليل التعقيم الجاهزة، بالرغم من أنه ليس حل نهائي”.
حالات التسمم في المغرب
جدير بالذكر، أن الأرقام الرسمية التي سبق وأصدرتها وزارة الصحة والحماية الإجتماعية، أشارت إلى أن المغرب يسجل ما بين 1000 و1600 حالة تسمم كمتوسط في السنة، إذ كشفت أيضا أن ما بين 30 و45 في المائة من حالات التسمم تخضع للاستشفاء، بعدما كان وضعها غاية في الخطورة.
وأشارت الوزارة في نشرتها الخاصة بعلم الأوبئة والصحة العامة، أن 20 إلى 25 في المائة من مؤسسات تقديم الطعام التي تراقبها مصالح الصحة، تمثل خطرا للتعرض بالتسمم الغذائي خاصة في فصل الصيف.
