مهى فطيري قليلات هن النساء اللواتي بصمن مكانتهن بتفاني في ساحة الكوميديا المغربية، وأثبتن للجميع عن كفائتهن ومدى قدرتهم على تجسيد وتقديم منتوج فني محض وخالص برسالة قوية لعموم متتبعيهم وجمهورهم داخل وخارج أرض الوطن.
ولو سلكت طريق التحقيق في هذا السياق، لوجدت فئة عريضة من الجماهير المغربية، موحدة على إسم امرأة واحدة بصمت ذاكرتهم منذ صغرهم، بكبسولاتها الفكاهية التي أرجحت أعين متتبعيها فرحا وسرورا، هي ابنة الفن المتأصل، وهي المرأة المغربية التي قدمت الشيء الكثير للساحة الكوميدية المغربية، هي صاحبة الوجه الواحد والشخصيات المتعددة، هي الكوميدية المغربية، حنان الفاضلي.
وتعتبر، حنان الفاضلي، واحدة من نساء الشاشة المغربية، اللواتي قدمن للكوميديا المغربية زخما من الإنتاجات الفنية المتنوعة في حقل الكوميديا، وأمتعت جمهورها منذ بدايتها بأعمال مأثورة لن ينساها الجمهور المغربي، ولن يستطيع أحد تعويضها.
وقد أتت موهبة حنان الفاضلي، كإرث من والدها الفنان الراحل، عزيز الفاضلي، وشقيقها الفنان المغربي، عادل الفاضلي، حيث استقبلت الحياة في حضنهم يوم السادس من شهر ماي من سنة 1974، بمدينة الدار البيضاء.
وقدمت الفنانة المغربية، منذ بدايتها، جملة من الأعمال الشهيرة التي ضلت راسخة في ذاكرة جمهورها المغربي، حيث انطلقت وهي ابنة الـ17 عاما فقط، في برنامج “فكاهة”، وأتممت هذه الخطوة بعدها في برنامجها الخاص الذي سمته “تيلي حنان”، أما عن أنجح أعمالها الأخيرة، فنجد برنامج “حنان نيت”، الذي اشتغلت فيه على طريقة الكبسولات الفكاهية التي تتقمص فيها حنان، دور “الزوهرة اليوتيوبر” التي تسرد لجمهورها علاقاتها مع مواقع التواصل الاجتماعي وتمرر من خلالها مجموع من الرسائل بطريقة هزلية.
لم يكن الهم الوحيد لحنان الفاضلي، أن تأخذ مشعل الفكاهة المغربية لأعلى مستوياته وحسب، بل عمدت على توجيه الرأي العام وفتح نقاش معمق معه ومع أبرز القضايا التي يعيش ضمنها ويعاني حتما منها، ذلك أن جميع أعمالها الفكاهية انطوت على رسالة ومعالجة محايدة لمختلف الظواهر الإجتماعية، في قالب ساخر وفكاهي يخلق الفرجة والإفادة في نفس الوقت.
وتميزت الفنانة، بين مقربيها، بعلاقاتها المحدودة، فعرفت بين قريناتها بشخصيتها المرحة الخجولة عكس ما يظهر في عدسات الكاميرا، ذلك أنها امرأة محبة للحياة تهوى السكينة والهدوء، لها ملامح ناعمة وعيون لطالما فضحت شخصيتها الكثومة التي لاتدري أي رياح أخذتها.
وتعتبر حنان الفاضلي، من النساء اللواتي يحلمن بتحقيق ذواتهن في مجال الكوميديا، عرفت بدهائها الكبير في اختيار مواضيع اشتغالها وزاويتها المحايدة في التفكير والتجسيد، كما أنها ألهمت جميع المخرجين والمنتجين بحرفيتها الملفتة، وأجمع الكل على فطرتها الفنية التي جعلت إسمها في سماء نجوم التنشيط والتقليد والفكاهة الهادفة.
