تقرير إخباري: حكومة أخنوش.. هل أثبتت فشلها في تدبير الشأن العام؟

بلادنا24 – مريم الأحمد|

منذ نتائج انتخابات 8 شتنبر 2021، وتولي الحكومة مسؤولية تدبير الشأن العام في المملكة المغربية، تفاءل المواطنون خيرا في بادئ الأمر، فكل انتقال من حال إلى حال يؤدي بالضرورة إلى تغيير في السياسات والتدبير العام. لكن نظرة فاحصة على مدى تسعة أشهر الماضية تمنح الانطباع للمتتبع للأحداث أن وثيرة التغيير كانت بطيئة بل ربما ساءت الأحوال على مستوى البطالة وارتفاع الأسعار على الرغم من تفشي حائحة كورونا والتعلل بالجفاف والحرب الأوكرانية.

كل هذا يدل على أن الحكومة لم تول اهتماما كبيرالقضايا الساعة وهو ما بدأ يظهر للعيان سواء من خلال نقد الحكومة عبر منصات التواصل الاجتماعي أو الوقفات الاحتجاجية المطالبة بإيلاء المواطن الاهتمام الكبير في أمور معيشته بشكل خاص.

ولعل زيادة أسعار المحروقات التي ارتفعت ارتفاعا جنونيا كانت مدعاة للغضب الشعبي عند كافة المواطنين لاسيما عند مهنيي النقل، كل هذه الأمور تضع الحكومة أمام المساءلة وأمام النقد وأمام البحث عن حلول جذرية لقضايا ومشاكل المواطنين سواء أكانوا من ذوي الدخل المتوسط أم من الفقراء الذين يعانون من وطأة الحياة الاقتصادية والغذائية مما يجعل الفقر سمة بارزة تظهر في جميع المجالات.

إن ما قامت به الحكومة في تدبير القضايا الكبرى كالجفاف والبطالة أو ما من شأنه أن يزيد الفقير فقرا كل هذا لا يرقى إلى اعطاء صفة الحكومة صفة ناجحة يقدر ما هي صفة سلبية في مجال تصريف الأعمال بحسب متتبعي قضايا الشأن الاجتماعي العام.

اختيارات خاطئة

في هذا الصدد، صرح مصطفى البراهمة الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي لـ”بلادنا24” بقوله، “الحكومة الحالية مبنية على اقتصاد الريع وتنفيذ سياسة النيوليبرالية المتوحشة ونحن اليوم نؤدي ثمن اختياراتها الخاطئة”.

وأردف البراهمة “تكرس الحكومة سياسة تحرير الأسعار ، ونحن نؤدي ثمن ارتفاع الأسعار الذي لا نعرف إلى أين ستصل هذه الزيادات رغم وجود حلول لكن الحكومة تغض الطرف عنها منها تسقيف الضرائب، والأرباح لكنها لن تفعل لأنها تستفيد منها”.

كما أن هذه الحكومة، بحسب المتحدث تضم لوبيات متحكمة في الاقتصاد وغيره والنتيجة مزيدا من تفقير الشعب، وغلاء أسعار المحروقات، ومزيدا من توغل الدولة في المجال الاقتصادي وجني الأرباح الطائلة على حساب المواطنين، والمزيد من القمع والاحتاجات، وهي بذلك تهيئ شروط الانفجار”.

وتابع حديثه “على المستوى الاقتصادي الحكومة الحالية تقدم تبريرات بسبب الحرب الأوكرانية لكن في الحقيقة سبب تأزم الأوضاع في المغرب جاء نتيجة اختياراتها المفضية للتخلي عن الحبوب وسيادتها الغذائية، وكذا الطاقية، ورغم أننا دولة لا تتوفر على البترول إلا أننا كنا نجلب البترول  من بلدان المغرب العربي أو المغاربية بأسعار تفضيلية ونخرج منه جميع المشتقات”.

وواصل “لكن بسبب تطبيق الحكومة للسياسة النيوليبرالية المتوحشة التي ترزح تحت املاءات صندوق النقد الدولي والبنك العالمي نحن نؤدي الثمن اليوم”.

واعتبر البراهمة أن الحكومة هي المسؤولة وليست الحرب الروسية الأوكرانية عن تأزم الأوضاع الداخلية، متسائلا “هل تنتظر الحكومة من المواطنين أن يصمتوا ويصفقوا لها وثمن الغازوال في ارتفاع صاروخي قد يصل إلى  20 درهم في أي لحظة؟” مضيفا “الملاحظ أن الحكومة تعيش في مكاتبها فقط لا ترى ما يقع فيما حولنا أو ربما لا تريد أن ترى”.

حكومة أثبتت فشلها

في السياق ذاته، صرح عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية كريم التاج لـ”بلادنا24” بقوله “مع كامل الأسف نحن أمام وضع اقتصادي واجتماعي صعب، فالحكومة لا تتخذ القرارات الواجب اتخاذها من أجل حماية القدرة الشرائية للمواطنين وإيجاد الحلول لحل المشاكل المستعصية المطروحة”.

ويرى التاج أن حكومة أخنوش غير قادرة على الاقناع، ولم تقم حتى اليوم ببلورة ولو جزء ضئيل للشعارات التي أتت بها في برنامجها الحكومي، ولا تتوفر على الكفاءات اللازمة من أجل مباشرة  الملفات التي تهم الشأن العام.

وأضاف “بعد تسعة أشهر منذ تنصيبها لكنها لحد الساعة أداؤها ضعيف جدا، وبرأيي لا يوجد حكومة تحترم نفسها في العالم تخضع لمنطق التبرير، نحن نعي بأن الوضع الدولي له تأثير، ولكن الوضع الداخي أيضا له تأثير، وعدم قدرة الحكومة على بلورة أي سياسة عمومية في هذا الاتجاه يبين عجزها وعوض أن تشخص الواقع وتعطي حلولا واقعية تكتفي بالصمت فقط”.

ويعتقد عضو المكتب السياسي ذاته بأن الحكومة أثبتت فشها، وهو يعني استمرار للأزمة وتدهور القدرة الشرائية للمواطنين ويعني تزايد الاحتقان الاجتماعي، طاالبا من الحكومة المزيد من العمل والقرارات الجادة.

وعن الخطوات المتخذة من قبل حزبه أشار المتحدث إلى أنه على مستوى الحزب جرى إصدار العديد من المواقف وتوجيه الاقتراحات، مبرزا بقوله” على صعيد فريقنا البرلماني كذلك  وهو واحد من أنشط فرق المعارضة إن لم يكن الأنشط على الإطلاق  نعبر عن استيائنا ورفضنا لما يجري سواء في جلساتنا العامة وكذا عبر اللجان ونقدم الاقتراحات التي نراها مجدية”.

وختم حديثه بالقول” لكن الملاحظ مع الأسف أن الحكومة ليست فقط لا تتجاوب بل هي أيضا لا تجيب ولا تكترث لما يقال لها، وتواصل تقديم أجوبة فضفاضة وعامة”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *