جدري القردة.. هذه أبرز نقاط مخطط وزارة الصحة لمواجهة العدوى

بلادنا24- حفصة المقدم|

تتوالى الإصابات بجدري القردة وتتوالى معها الإشاعات حول كيفية استهدافه للبشر، وتكثر الأسئلة، أهمها أعراضه وكيفية الوقاية منه قدر المستطاع.

جدري القردة مرض فيروسي نادر وحيواني المنشأ، ينقل فيروسه من الحيوان إلى الإنسان، وتماثل أعراض إصابته للإنسان، تلك التي كان يشهدها في الماضي المرضى المصابون بالجدري، ولكنه أقل شدة، بحسب ما أوردته منظمة الصحة العالمية.

وينتمي فيروس جدري القردة، إلى جنس الفيروسة الجدرية التابعة لفصيلة فيروسات الجدري، وكان قد اكتشف لأول مرة سنة 1985 بالمعهد الحكومي للأمصال، الكائن في كوبنهاغن بالدانمارك، أثناء البحث عن أحد الأمراض الشبيهة بالجدري فيما بين القردة.

وفي هذا السياق، أطلقت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، المخطط الوطني للمراقبة والتتبع، اطلعت “بلادنا24” على نسخة منه، في الوقت الذي بدأت فيه العديد من الدول تسجل إصابات بالمرض، أبرزها إسبانيا، والبرتغال، والمملكة المتحدة.

الوقاية من جدري القردة

شددت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، على أن الوقاية من الإصابة بجدري القرود، تتطلب من الشخص تجنب المخالطة الجسدية الحميمة للمصابين بعدوى جدري القرود، وارتداء قفازات ومعدات حماية عند الاعتناء بالمرضى، مضيفة أنه ينبغي الحرص على غسل اليدين بانتظام عقب الاعتناء بهم أو زيارتهم.

وأكدت الوزارة في مخططها الوطني للمراقبة والتتبع، أنه ينبغي أيضا وضع جميع الحيوانات التي خالطت أخرى مصابة بعدوى المرض قيد الحجر الصحي، ومناولتها في إطار اتخاذ الاحتياطات، وملاحظتها في ظرف 30 يوما من أجل الوقوف على أعراض إصابتها بجدري القردة.

الأعراض

أفادت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في مخططها الوطني، أن أعراض جدري القردة، مماثلة لتلك التي شوهدت في الماضي عند المرضى مع الجدري، على الرغم من أنه أقل خطورة من الناحية السريرية. لكن فترة حضانة الفيروس، تتراوح ما بين 6 إلى 13 يوما بشكل عام، كما يمكن أن تتراوح من 5 إلى 21 يوما.

وتنقسم العدوى إلى مرحلتين، المرحلة الأولى تسمى بفترة الغزو، وتستمر ما بين 0 و5 أيام، ترافقها الحمى، وصداع شديد، وتضخم العقد اللمفية، وآلام الظهر، وألم عضلي، ووهن شدي، بالإضافة إلى اعتلال العقد اللمفية، والذي هو سمة مميزة لجدري القرود مقارنة بأمراض أخرى تبدو مشابهة كجدري الماء، والحصبة، والجدري.

أما المرحلة الثانية من العدوى، وهي فترة ظهور الطفح الجلدي، الذي يبدأ عادة في غضون 3 أيام من ظهور الحمى، ويميل إلى أن يكون أكثر تركيزا على الوجه والأطراف، الوجه (95٪ من الحالات)، راحتي اليدين وباطن القدمين (75٪ من الحالات)، أغشية الفم المخاطية (70٪ من الحالات)، الأعضاء التناسلية (30٪)، ملتحمة العين والقرنية (20٪).

ويتطور الطفح الجلدي بالتتابع من لطاخات إلى حطاطات وحويصلات وبثور ثم قشور تجف وتتساقط. بينما يصاب بعض المرضى بتضخم خبيث في العقد اللمفاوية قبل ظهور الطفح، وهي سمة تميز جدري القردة عن سائر الأمراض الأخرى المشابهة.

انتقال جدري القردة

أوضح مخطط وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، أن العدوى بالمرض تصدر عن مخالطة مباشرة لدماء الحيوانات المصابة بعدواه أو لسوائل أجسامها أو آفاتها الجلدية أو سوائلها المخاطية، وقد وثقت في أفريقيا حالات عدوى نجمت عن مناولة القردة أو الجرذان الغامبية الكبيرة أو السناجب المصابة بالمرض، علما بأن القوارض هي المصدر الرئيسي للفيروس، ومن المحتمل أن يكون تناول اللحوم غير المطهية جيدا من الحيوانات المصابة بعدوى المرض، عامل خطر يرتبط بالإصابة به.

كما يمكن أن ينتج انتقال العدوى من إنسان إلى آخر، عن الاتصال الوثيق بإفرازات الجهاز التنفسي أو الآفات الجلدية لشخص مصاب، أو أشياء ملوثة حديثا بسوائل المريض. ويمكن أن ينتقل المرض كذلك عن طريق التلقيح أو عبر المشيمة، والذي يطلق عليه جدري القردة الخلقي.

تطوره

أبرز المخطط الوطني لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، أنه عادة ما يكون جدرى القرود مرض محدود، ويمكن أن يشفى الشخص في غضون 2 إلى 4 أسابيع. لكن الحالات الشديدة تحدث بشكل أكبر عند الأطفال، وتتعلق بمدى التعرض للفيروس والحالة الطبية للمريض وطبيعة المضاعفات.

ويمكن أن تشمل مضاعفات جدري القرود الالتهابات الثانوية، كالتهاب الشعب الهوائية، والتهاب الدماغ، وعدوى القرنية التي يصاحبها العمى. وتراوح عدد الإصابات بين 3٪ و 6٪. 

العلاج واللقاح 

أوضحت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، أنه تمت الموافقة على العامل المضاد للفيروسات المعروف باسم ”TECOVIRIMAT”، والذي تم تطويره للجدري من قبل الجمعية الطبية الأوروبية ”EMA” لجدري القرود سنة 2022، بناء على بيانات الدراسات الحيوانية والبشرية، لكنه غير متاح لحد الآن. 

وقد ثبت في السابق أن التطعيم ضد الجدري ناجح بنسبة 85% في الوقاية من جدري القردة، غير أن هذا اللقاح لم يعد متاحا للعامة بعد أن تم إيقافه، لكن من المتوقع استرجاعه لإيجاد حل بديل آخر.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *