طريق النحل.. عندما تعبر فيروز عن معاناة الحاجب

بلادنا24 – مريم الأحمد |

“أنا ومتكية ع بابي مرقت نحلة بكير  \  غلّت بزهور الغابة وصارت تعمل مشاوير”.

هكذا غنت فيروز لطريق النحل، وكأن هذا الطريق مدعاة للحنين والشوق، لكن طريق النحل في الحاجب يأخذ بعدا آخر تتجلى فيه المعاناة وقسوة الطريق.

يشتكي ساكنة جماعة آيت ويخلفن بإقليم الحاجب، مما يسمى بقضية النحل، وهي قضية تتمثل بآلاف الخلايا التي نشرها أحد مربي النحل في الطريق العام قرب منازل السكان.

وامتلأت الساحات بهذه الخلايا التي شكلت عائقا في مسير الناس إلى أشغالهم وأراضيهم، كما تأذى كثير من التلاميذ أثناء غدوهم ورواحهم إلى مدارسهم.

7c5f740f f99e 4dc2 851c 4417a3df1932 1

صحيح أن للنحل فوائد كثيرة فيما يفرزه من عسل شاف لكثير من الأمراض، إلا أنه والحال هذه قد أثر على تنقلات الناس ومصالحهم وأوضاعهم، سواء في المنازل أو في الطرقات العامة، إذ أصبحت تلك المنطقة مرتعا للنحل وميدانا يجول فيه كيفما شاء.

“نحن نعيش ظروفا قاسية لا من حيث طنين النحل، وإنما من لسعاته المؤلمة التي لم يسلم منها الصغير ولا الكبير، ولم يهتم أحد من المسؤولين بهذه الظاهرة أو معالجتها حرصا على سلامة الجميع”، هكذا صرح حدو أوناصر، أحد ساكنة الإقليم المتضريين من تربية النحل في أجواء غير طبيعية لجريدة “بلادنا24”.

وأضاف قائلا: “هناك ما يقارب 9 آلاف خلية من النحل منتشرة في الأزقة والشوارع، وفي الأماكن العامة، مما أحدث خللا في الحياة الاجتماعية العامة إثر هذا التصرف الذي لا يمت إلى عالم تربية النحل بصلة من الصلات”.

“إن ما يقوم به هؤلاء الجيران الذين زاولوا هذه المهنة، قد أحدث حالة من البلبلة لدى السكان الذين سارعوا إلى تقديم الشكايات لدى الدوائر المختصة، مما استوجب حضور القائد والسلطات المحلية الذين وقفوا في عين المكان وهم يعاينون هذه الظاهرة الغريبة، ولكنهم لم يجدوا حلا لهذه المشكلة”، يردف قائلا.

e1ea3f7e 241f 4137 9d40 075fa1513f32 1 1

وبنبرة حزينة تابع أوناصر قائلا: “لم نلق يد المساعدة ولم يهتم أحد بشكاياتنا ومعاناتنا، وبقي الحال على ما هو عليه حتى كتابة هذه السطور”.

وأردف مواصلا حديثه مع “بلادنا24” بقوله: “انتشر النحل في كل مكان، ففي البيوت وفي الطرقات المؤدية إلى المدارس والمستشفيات فلا تسمع إلا طنين أسراب النحل تغرو الأماكن العامة، وقد كثرت لسعاتها على وجوه المارة أو الجالسين والبائعين المتجولين، مما سبب كثيرا من الحالات الصعبة من وخز إبر النحل”.

وفي ختام حديثه، عبر المتحدث عن أسفه عن وضع منطقته المهملة من طرف المسؤولين، الذين لم يعطوا الحاجب حقها من العناية والاهتمام، راجين أن يرأف لحالهم كل من يستطيع أن يوقف هذه “المهزلة” بحقهم، وبحق أطفالهم الذين مازالوا يسلكون طريق المدرسة كل يوم عبر ظهور الحمير، ويصادفون النحل في طريقهم ولا يسلمون من وخزاته.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *