ثمنه 5 دراهم… البودان “كاسكروط ولاد الشعب” في وجدة

بلادنا 24: كمال لمريني

عند مدخل سوق باب سيدي عبد الوهاب في وجدة، رائحة “البودان” التي يُطلق عليها بـ”كاسكروط ولاد الشعب”، تزكم الأنوف، حيث تُعوّد عدد من سكان مدينة الألفية، على تناول هذه الأكلة الشعبية المشهورة في مدينة وجدة، والتي تعرف إقبالاً كبيراً، وتُباع أيضاً لدى الجزارة.

على مقربة من سوق السمك، تنتصب عربات مجرورة مخصصة لبيع “البودان”، والذي يتم طهيه داخل السوق، فيما يجلس شباب ونساء على كراس بلاستيكية، في انتظار دورهم لتناول أكلة “البودان”.

هذه الأكلة الشعبية، لا يجد المواطن الوجدي أي حرج في تناولها وسط السوق رغم ثمنها الزهيد الذي لا يتجاوز 5 دراهم، حيث تجد فيها العديد من الأسر البسيطة وذات الدخل المحدود غذاء أساسياً ومهماً.

وإذا كانت لكل منطقة خصوصياتها وعاداتها وتقاليدها، فإن أكلة “البودان” تعتبر أكلة مشهورة في مدينة وجدة، إلى جانب “كران” وباريدة الوجدية”، لدرجة أنها أصبحت علامة مميزة وماركة مسجلة لدى سكان المدينة والمناطق المجاورة.

ويحكي باعة البودان” في تصريحاتهم لـ”بلادنا 24″، أن أكلة “البودان” وجدية الأصل بالرغم من أن هناك حديث عن كونها جزائرية، إذ كانت هناك عبر التاريخ أزيد من 60 عربة لبيع البودان في مدينة وجدة، قبل أن تتراجع بشكل كبير، حيث لم يبق في سوق باب سيدي عبد الوهاب، سوى 5 عربات.

وساهم الانتشار الواسع لمحلات الأكلات السريعة والخفيفة، وكذا المطاعم الشعبية والعصرية وحتى الماركات العالمية من قبيل “ماكدونالدز”، في تراجع أكلة “البودان”، عكس أكلة “كران” التي ظلت صامدة في وجه تيار العولمة الذي بدأ يجهز على التراث المحلي لمدينة وجدة.

وبخصوص إن كانت هذه الأكلة تمس بالسلامة الصحية للمواطنين، يقول أحد الباعة في حديثه لـ”بلادنا 24″، إنه دأب على بيع “البودان” لمدة تزيد عن 30 عاما، وأنه لا تشكل أي خطر على صحة المواطنين، مشيرا إلى لجان المراقبة تعمل على فحص منتوجاتهم.

ولفت إلى أن باعة “البودان” في مدينة وجدة يعيشون حالة الشتات، وأنه رغم تأسيسهم لجمعية بغرض الاستفادة من مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتنظيم أنفسهم، لم يتلقوا أي إجابة، ولم يستفيدوا من أي مشروع.

أكلة “البودان” الشعبية، شبيهة بأكلة “البكبوكة”، والتي يتم إعدادها عن طريق ملء أمعاء الأبقار بـ”الكفتة” “لاداند” والتوابل والخضر، وبعدها تعرض للبيع في السوق، فيما تلقى إقبالاً لدى شريحة واسعة من سكان مدينة وجدة.

ويقول الباعة، إذا كانت أكلة “كران” تحضى بإهتمام من قبل جمعيات المجتمع المدني بوجدة، وتنظم مهرجانات سنوية للتعريف بالأكلة الشعبية، وتثمين المنتوج المحلي اللامادي والتعريف به وطنياً ودولياً، فلماذا لا يتم التفكير في صنع أكبر “بكبوكة” أو أكبر “بودان”، حفاظاً على العادات والتقاليد؟!.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *