بورتريه: تعرض للاغتصاب في سن الخامسة.. من يكون “سفاح تارودانت ” الذي اغتصب النساء ووضع حدا لحياة الأطفال ؟

توفي عبد العالي الحاضي المعروف بـ”سفاح تارودانت”، بعدما وافته المنية داخل السجن المركزي مول البركي بآسفي حيث كان يقضي فيه عقوبته السجنية بالمؤبد، على إثر ارتكابه لأفعاله الجرمية المتمثلة في اغتصاب وقتل الأطفال.

بداية قصة السفاح

كان عبد العالي، لايزال طفلا صغيرا حينما توفيت والدته، وبعد مدة قصيرة تزوج والده حينما كان عمره خمس سنوات، وهنا كانت بداية قصة السفاح، حيث تعرض عبد العالي في صغر سنه للتحرش والاغتصاب على يد أبناء عمومته وجيرانه وبعض زملائه في المدرسة.

وقد صرح السفاح سابقا بهذه الوقائع أمام الشرطة والمحكمة، حيث قال بأنه كان يقع فريسة للاغتصاب من أكثر من شخص في آن واحد بسبب ضعفه، كما اعترف آنذاك بأنه كان يختار ضحاياه من الأطفال ويحرص على أن يكونوا من المتشردين والمنسيين من قِبل آباءهم، مبررا بذلك أفعاله الجرمية بكونه لم يكن يُريدهم أن يكبروا ويحظوا بنفس المصير الذي حظي به هو.

اكتشاف جرائم السفاح

في شهر غشت من سنة 2004، حول عبد العالي الحاضي هدوء مدينة تارودانت إلى صخب حينما تم كشف النقاب عن سلسلة جرائم اغتصاب وقتل كان ضحيتها ثمانية أطفال.

حيث كان قد عثر بعض السكان المحليين على هياكل عظمية وجماجم بشرية ملقاة بمحاذة الواد المسمى ب ” الواد الواعر” المتواجد بمدينة تارودانت، ليسارعوا في إعلام الشرطة بالواقعة، والتي حضرت لعين المكان، وباشرت التحقيقات التي بينت أن عدد الضحايا هو 8 بعد حساب عدد الجماجم التي عُثر عليها، كما تمت معرفة أن الضحايا كانوا أطفالا صغار نظراً لصغر حجم العظام التي تم العثور عليها.

هذا وكانت مصالح الشرطة القضائية، قد نقلت الهياكل العظمية المعثور عليها، إلى المختبرات قصد فحصها وتحليليها وكشف هوية أصحابها، حيث أظهرت نتائج تحليل الطب الشرعي بأن تلك الهياكل تعود لـ 8 أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 10 – 17 سنة، كما تبين أنه تم قتلهم خنقا بعد اغتصابهم، وحدد التقرير تاريخ حدوث الجرائم بما يقارب ثلاثة أعوام ماضية آن ذاك.

وكثف المحققين في الشرطة القضائية والعلمية جهودهم، في التحقيقات من أجل الوصول للجاني، حيث كانت بدايتهم من مكان العثور على الجماجم والعظام، إذ أنهم قاموا بجمع كل دليل أو علامة يمكن أن تقودهم للجاني، وكان من بين ما تم جمعه عينات من التربة لمساعدتهم في تحديد المكان الذي كانت مدفونة به تلك الجثث.

حيث أكدت الخبرة المجراة على عينات التربة، بأن الجثث كانت مدفونة في بقعة أرضية معدة للبناء، مما ساعد محققي الشرطة كثيراً في حصر مكان البحث، وقاموا بتركيز بحثهم على مختلف البقع الأرضية المعدة للبناء داخل المدينة.

كما تم استدعاء بعض الأسر التي كانت قد بلغت عن فقدان أبنائها، ليتم أخذ عينات من حمضهم النووي ومقارنته بالجماجم التي تم العثور عليها، حيث كانت بعض النتائج إيجابية وحصل تطابق في الحمض النووي لثلاثة جماجم مع ثلاثة أباء من أصل خمسة بلغوا عن اختفاء أبنائهم.

والتحقيقات التي أجريت مع الآباء جميعهم، أكدوا أن أبناءهم كانوا يعملون في المحطة الطرقية لتارودانت، ومن هنا حصل محققو الشرطة على معلومات مهمة للوصول للجاني، حيث ركزوا في تحقيقهم على مراقبة المحطة الطرقية.

كما أن عناصر الشرطة كانوا قد تمكنوا من إيجاد دليل عن طريق الصدفة، ساعدهم كثيرا في الوصول إلى القاتل، حيث كانوا في أحد المرات يتفقدون مكان العثور على الجماجم، ووقع نظر أحد عناصر الشرطة على ورقة صغيرة متسخة فألتقطها وكان مكتوبا داخلها باللغة الفرنسية (Hadi) أي “الحاضي”، ليكون هذا الدليل كافيا للوصول إلى أحد باعة الأكلات الخفيفة بالقرب من المحطة الرئيسية للحافلات بالمدينة، وهو عبد العالي الحاضي.

إتجه عناصر الشرطة حينها رفقة نجيب الحاضي شقيق السفاح، الذي تم الوصول إليه أولا، إلى مسكن أخيه المجرم الذي كان عبارة عن بيت قصديري بحي يدعى “المحايطة”، وطرقوا باب منزله، ليفت السفاح هو بنفسه الباب ويقول لهم بكل برودة: “لقد كنت في انتظاركم لتخلصوني من عذابي”.

الحكم على السفاح

صدر الحكم بإدانة السفاح، في شهر دجنبر من سنة 2005، من قبل استئنافية أكادير، حيث كانت قد قررت المحكمة آن ذاك، الحكم بالإعدام على قاتل الأطفال ومغتصبهم، هذا الحكم الذي تحول فيما بعد إلى السجن المؤبد، لأن عقوبة الإعدام في المغرب لم تعد تطبق بالرغم من الحكم بها منذ سنة 1993.

ويذكر أن قاضي الحكم عندما انتهى من الاستماع إلى السفاح في آخر جلسات المحاكمة، سأله السؤال التالي: “هل أنت نادم على ما فعلت؟”، فرد عليه قائلا: “دكشي بيني وبين الله”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *