سكينة العلمي بعد 17 سنة عن عرضه، يعود المسلسل الشهير، “وجع التراب”، الذي يحظى بمكانة خاصة في قلوب المغاربة، إلى الواجهة، حيث قررت القناة الثانية إعادة بثه على قناتها الرسمية بمنصة “يوتيوب”.
ولقيت هذه الخطوة استحسان وإعجاب الجمهور، الذي عبر عن إعجابه بالفكرة، وعن اشتياقه لمثل هذه الأعمال التي تتسم بـ”تامغربيت”، كما استرجع الكثيرون ذكرياتهم مع المسلسل، مشيدين بقصته وأداء الممثلين.
ويعد “وجع التراب”، من أنجح المسلسلات الدرامية التلفزيونية، مقتبس عن الرواية الفرنسية “الأرض”، للروائي الفرنسي إميل زولا، تدور أحداثه حول العائلة والأرض والإرث، من تأليف شفيق السحيمي، ثم تولى أيضا مهمة الإخراج، بالتعاون مع المخرج رضوان القاسيمي.
واختار المخرج الاقتباس من روائع الأدب الفرنسي، بحكم دراسته شعبة السينما في فرنسا، حيث تأثر هذا الأخير بالثقافة الفرنسية، وقرر أن يضفي اللمسة والثقافة المغربية على هذه القصص.
وفي السياق ذاته، جسد الفنان شفيق السحيمي دور البطولة، من خلال شخصية “سيدي حمد” الذي سيختار تقسيم أرضه على أولاده وهو على قيد الحياة، لتتوالى الأحداث، كاشفة له أن قراره كان خاطئا، إلى جانب ثلة من الأسماء الفنية، من قبيل الراحل محمد البسطاوي، أمين الناجي، حسن مضياف، جميلة الهوني، فاطمة وشي، سلوى الجوهري، وغيرهم.
كما تميز المسلسل بالموسيقى التصويرية، من تأليف الموسيقي الكفيف عبد الفتاح نكادي، بمشاركة فرقة النورس.
جدير بالذكر، أن المسلسل فتح أبواب النجاح على مصراعيها لمختلف الفنانين، الذين بصموا اسمهم في الساحة الفنية اليوم، أبرزهم الفنانة جميلة الهوني، التي أدت دور “التايكة”، حيث صرحت سابقا أن العمل بذلت فيه مجهودا كبيرا وكانت ظروف تصويره صعبة، استغرق مدة عامين.
وقالت الهوني: “خرجت من هاته التجربة غير راضية، وفرحة بالرجوع الى منزلنا بمراكش مدينتي، كرهت التربة والحقول والعروبية والتراب ووجعه، غير أن الجمهور بعدها عشق هذا المسلسل، وبعد عشر سنوات شاهدته لأول مرة، فاندهشت وانبهرت من طريقة أدائي، نظرا لأنني أول مرة أقف أمام الكاميرا بعد تخرجي من المعهد، بعدها شاهدت المسلسل كاملا، كان يتضمن حوارا جميلا وعميقا، بدون رتابة، ممثلين جيدين بدون استثناء والفضل يرجع للعبقري شفيق السحيمي، والمخرج الذي أنقذنا جميعا رضوان القاسيمي”.
