الموقف الإسباني..البوليساريو “تحتضر” وإخفاق الجزائر تهديد “بتنحية جبهة الانفصال”

بتخليه عن موقفه المُحايد إزاء قضية الصحراء المغربية، وانحيازه إلى جانب المملكة المغربية، بدعمه لمقترح الحكم الذاتي، أملاً في تحسين علاقة الجوار، وإنهاء كابوس الأزمات الديبلوماسية بين البلدين، أثار القرار الاسباني حفيظة جبهة البوليساريو، مستنكرة التعاطي الفريد لمدريد مع الرباط، كنقلة نوعية في طبيعة العلاقات بين البلدين، فاستشعر على إثره زعيم الانفصاليين، إبراهيم غالي، خطورة الوضع، مما أفقده جادة الصواب، لتعتبر الجبهة بأن اسبانيا رضخت أخيرا لما أسمته بالضغط المغربي، لتتولد مأساة قهر سحقت أنا غالي المتعالية، ليتربع كعادته مُهانا ًتحت التراب.

نكبة البوليساريو

وفي هذا الصدد، أعلن الحسين كنون، رئيس المرصد المغاربي للدراسات السياسية الدولية، في تصريح لـ”بلادنا24″ أن مواقف إبراهيم غالي لا تؤخذ بعين الاعتبار، وأن صفته لا تحول له حتى إبداء آرائه حول القرارات الدولية، مستدلا بمقولة فاقد الشيء لا يعطيه.

 

وقال كنون إن جبهة البوليساريو في حزن عميق، ذلك لأن الجزائر،وباعتبارها الداعم الرئيسي لها، فشلت في كل المناورات التي كانت تتزايد بها على المنتظم الدولي، من خلال قضية الصحراء المغربية، موضحا أن الجبهة الانفصالية كانت تتلقى دعماً خاصاً بالسلاح من طرف الجزائر ،مشيراً إلى أن نجاح المغرب في الحصول على الاجماع الدولي، من خلال مبادرة الحكم الذاتي عرى الجزائر ومن ورائها البوليساريو، باعتباره تنظيماً مسلحاً ومنتميا للجماعات الإرهابية ليس إلاّ.

مسكن الإرهاب

وذكر المتحدث نفسه أن جبهة البوليساريو تُعد جماعة انفصالية مدعومة من طرف الجزائر ومن معها، ودورها يتمثل في خلق الفتنة والإرهاب في المنطقة، والمتاجرة في المساعدات المقدمة للمحتجزين بتندوف التي تديرها الجبهة، لافتاً إلى أن ما يصيب الجزائر من فشل دبلوماسي دائر، يعود بالخيبة والويلات لميليشيات البوليساريو الانفصالية، التي يتفق المجتمع الدولي على وصفها بأنها مرتع – تتفرخ- منه كل جرائم الإرهاب والجريمة العابرة للقارات، والاتجار الدولي في المخدرات والسلاح.

مسار متقدم

وقال كنون إنه لو رُفع الحجز على السكان المحتجزين لدى الجبهة الإرهابية، لعادوا إلى أرض الوطن فوراً، لأنهم يعيشون الذل والمأساة، ويتعرضون للاضطهاد، والاحتجاز، والاختطاف، والاغتصاب، ويرون إخوانهم وأخواتهم في الأراضي الصحراوية، وما ينعمون به من رغد العيش على جميع الأصعدة، مستنتجاً في السياق ذاته أن الاعتراف المتزايد للدول الإفريقية الشقيقة، والدول الخليجية، والاتحاد الأوروبي، والدول الاسكندنافية، والدول العظمى، ودول جزر الكرايبي، وأمريكا اللاتينية، ثم الاتفاقيات المبرمة ما بين المغرب والمنظمات العالمية، يبين بوضوح أن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها، والمملكة المغربية تلتمس الطريق الصحيح للريادة والتنمية، والازدهار، بالقيادة الملكية الرشيدة، وبشعبها ومؤسساتها الدستورية.

 

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *