المؤتمر الاندماجي لفيدرالية اليسار… لبنة أولى نحو إنقاذ ما تبقى من اليسار؟

بلادنا24- حفصة المقدم |

هل سيشكل المؤتمر الاندماجي لفيدرالية اليسار، المزمع عقده شهر دجنبر المقبل، لبنة أولى نحو إنقاذ ما تبقى من اليسار . هذا ما تسعى إليه مكونات الفيدرالية التي اجتمعت اليوم الجمعة بالرباط، في إطار ندوة صحفية خصصت للإعلان عن انطلاق اللجنة التحضيرية للمؤتمر الاندماجي.

وفي هذا السياق، أكدت الفيدرالية على أن قرار الاندماج ”يأتي تتويجا لمسار وحدوي حققت فيه الفيدرالية تراكمات إيجابية وقطعت خطوات حاسمة كخوض الانتخابات مرتين بلوائح مشتركة وتقديم مذكرة مشتركة حول تصورها للنموذج التنموي في يناير 2020، وعقد جامعة صيفية ناجحة قبل ذلك في صيف 2019، وندوة وطنية في 25 دجنبر 2021، وأخيرا تنظيم منتديات اليسار المحلية في عدة مدن مغربية، فضلا عن هيكلة عشرات الهيئات المحلية، وبعض لجان التنسيق القطاعية”.

وأضافت الفيدرالية، من خلال تصريح صحفي، أنها سبق أن ”صادقت علي خارطة الطريق نحو الاندماج في 27 دجنبر 2020، لكن توقف الأنشطة التنظيمية والنضالية بسبب حالة الطوارئ الصحية لمدة سنتين، واستحالة الجمع بين الأعداد لانتخابات شتنبر 2021 والتحضير للمؤتمر الاندماجي، قررت الهيأة التنفيذية إعطاء الأسبقية للانتخابات لما تتطلبه من تعبئة استثنائية وتأجيل الاندماج لسنة بعد الانتخابات”.

وتابعت أن، ”تطور تحالف اليسار الديمقراطي إلي فيدرالية اليسار الديمقراطي سنة 2014، كصيغة أكثر تقدما من جهة وزقل من حزب سياسي منسجم، وقد أكد التعاطف الجماهيري الذي حظيت به الفيدرالية في انتخابات 2016 صحة ذلك الاختيار، بل، وطرحت على مكونات الفيدرالية، مهمة تحقيق وحدة اندماجية لتكوين الحزب الاشتراكي الكبير”.

وأفادت أن العالم يمر الآن بمرحلة مخاض عسير وعنيف للانتقال من الأحادية القطبية التي سادت طيلة العقود الثلاثة الماضية والتي فرضت على بلدان الجنوب مثلا المغرب، عن طريق ”تطبيق سياسات نيوليبرالية أجهزت على الحريات العامة وعلى المكتسبات الاجتماعية، وزجت بملايين الأسر في الهشاشة والفقر، وقد كشفت تداعيات جائحة كورونا، وسنوات الجفاف، وأخيرا حرب روسيا مع الغرب فوق الأراضي الأوكرانية تنامي بروز مخاطر غير مسبوقة، بما فيها المجاعات واحتمال وقوع اضطرابات في بلدان الجنوب وفي بلادنا، وكنتيجة للسياسات الاقتصادية والاجتماعية المتبعة منذ سنين تعمقت الأزمة المجتمعية، وتفاقم بالتالي الاحتقان الاجتماعي، مما جعل الجبهة الاجتماعية تدعو لتنظيم مسيرة وطنية احتجاجية يوم الأحد مايو بالدار البيضاء ”ضد الغلاء والقمع والتطبيع” وفيدرالية اليسار كمكون من مكونات هذه الجبهة أصدرت نداء لمشاركة المواطنين والمواطنات بكثافة فيها تعبير عن احتجاجهم بإصلاحات حقيقية”.

كما أوضحت أن دور اليسار سيظل هو الدفاع عن مصالح الجماهير الشعبية وذلك ”في الانتقال من مجتمع ينخره الفساد إلى مجتمع الحرية والديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية، في هذا السياق يحتاج اليسار المغربي للوحدة وإعادة البناء، ليتمكن من القيام بمهامه النضالية والتاريخية، خصوصا وأن المشترك بين مكوناته أكبر بكثير من المختلف حوله”.

وبينت الفيدرالية أن من بين أهم المحطات القادمة، ”اجتماع اللجنة التحضيرية يوم يونيو القادم التي ستتفرع بدورها لعدة لجان موضوعاتية لصياغة مشاريع أوراق في القضايا النظرية والسياسية والاقتصادية والتنظيمية والثقافية، بمعنى، كل ما يتعلق بالتحضير الأدبي والمادي للمؤتمر الاندماجي”.

 

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *