الفن في المغرب.. بين إشباع الرغبات الروحية والقمع

يقول بابلو بيكاسو، “أتقن القواعد كمحترف حتى تتمكن من كسرها كفنان”، هي عبارة تلتحف العمق في مضمونها، فالفن يماثل الحب في كونه غير قابل للتفسير، ففي الحياة لدينا الفن كي لا نموت من الحقيقة، إذ يعد كبت مشاعر الحب أو الفن كخسارة الفرد لروحه والنبض داخله لازال حيا.

قيود من الإعتقادات الخاطئة 

طالما أُجلت البرامج الفنية في المغرب إلى منتصف الليل أو إلى نهاية الحديث، تجسيدا لعبارة “ختامها مسك”، لكن هل فعلا تأجيل البرامج الفنية والنقاشات والمعارض والمسارح، وما يحوم حول هذه الدوامة الإبداعية، منطق صحيح؟.

إن التخلص من الإعتقادات الخاطئة يعد كحياة ثانية، فالعديد يعتقد أن الفنون لا معنى لها وليست ذا أهمية، ولكن الحقيقة أن الفنانين يعبرون عن مشاعرهم تجاه مجتمعهم، والطبيعة، وما تظهره الحياة لهم من خلال استخدام وسيلة فنية، فعندما نشاهد لوحة فنية أو قطعة موسيقية فهي تحرر الفنان من الحالة التي يعيش فيها، سواء كان الخوف، أو القلق، أو الغضب، أو أي مشاعر مكبوتة في داخله، ويقوم باخراجها لكي تقوده بعد ذلك إلى الاستقرار النفسي.

ما يقدمه الفن للمجتمعات

وفي هذا السياق، قال محمد عصيد، كاتب وباحث مغربي، إن “الفن عموما لديه أدوارا عظيمة في الحياة، وأهم دور يتمثل في تقديمه للناس نزعة إنسية، من أجل احترام بعضهم البعض، وتقدير قيمة الحياة وقيمة الإنسان كقيمة عليا، ويقوم بتهذيب الإنسان ومده يد العون لمعرفة الطريقة الصحيحة للعيش بجمالية”.

وأضاف عصيد في تصريح لـ“بلادنا24”، أن “الفن يساهم في تراجع المشاعر السلبية والعنف، ويعزز التسامح والكراهية، إذ أن كل المشاعر السلبية تتراجع أمامه”.

وتابع قائلا: “إن الفن والإبداع يعزز كذلك مظاهر الحضارة وروح الشعب والمجتمع، فعندما نأخذ كل العناصر الثقافية لبلد معين وندمجها، فإنها تمكننا من لمس روح تتضح في المسرح، وفي السينما، والرواية، والقصة، واللوحات الفنية”.

بين الإحساس والفعل 

وأشار المتحدث ذاته، أن “جل الأشياء التي لا تظهر في الخطابات السياسية أو الفكرية أو اللغة اليومية للناس، تظهر في الفن، إذ من الضروري الإنتقال من تنمية الثقافة كقطاع تابع لوزارة لديها ميزانية هزيلة، إلى مستوى تنمية المجتمع عبر الثقافة”.

وأردف قائلا: “من الضروري أن تصبح الثقافة رافعة تساهم في جعل المغرب بلدا ناهضا، وفيه احترام الغير والحضارة والروح الوطنية للبلاد، إذ أن تنمية المجتمع عبر الثقافة ستمنح للشباب إمكانية للتعبير عن الطاقات الكامنة والمقموعة، والتي لم تعطى لها فرصة للتعبير”.

بلادنا24 ـ حنان الزيتوني 

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *