“بغيت نقرا”.. شريط وثائقي يعرض معاناة أسر بوادي العرائش مع الهدر المدرسي

يرتكز أساس الفن والإنتاج، بشكل عام، على تحديد موضوع أو قضية تحمل أبعادا ورسائل مختلفة تخص قضايا المجتمع، وتترجم أفراحه ومعاناته.

الشريط الوثائقي، “بغيت نقرا”، يسلط الضوء على ظاهرة الهدر المدرسي بمدينة العرائش، شريط يعرض على مدار قرابة النصف ساعة وضعية وحالات أسر مغربية تقطن في البادية، تعاني مع أطفالها بسبب عدم القدرة على مسايرة متطلبات ومتاعب الذهاب للمدارس، وخاصة بالنسبة للفتيات.

وصرحت السعدية التواتي، رئيسة المكتب الجهوي لفدرالية حقوق النساء بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، وباعتبارها إحدى المشاركات في الشريط الوثائقي، لـ”بلادنا24“، قائلة: “الشريط الوثائقي “بغيت نقرا”، يسرد بالصوت والصورة معاناة الأسر البدوية مع أطفالهم في مسارهم الدراسي، ذلك أن الشريط يعرض عددا من الحالات الواقعية التي يتشارك في جوهرها فئة عريضة من ساكنة العرائش على مستوى الهدر المدرسي”.

بين جبال وأنهار العرائش، العديد من الأسر تعاني من الهدر المدرسي، أباء وأمهات تحكي بكل جوارحها عن آلامها واستيائها من هذا القدر المر، لازمة تتكر على أفواه جميع الأمهات “لا أريد أن أورث ابنتي قدري، لم تستطع أسرتي مساعدتي في إكمال دراستي وأنا أتفهم هذا نظرا لظروفنا الصعبة، لكن اليوم أنا فلاحة أتعب لكسب قوة اليوم، لا أستطيع تحمل رؤية أبنائي أمامي لا يدرسون.. لكن مابيدي حيلة”.

ويعرض الشريط، قصصا واقعية لفتيات انقطعن عن الدراسة، اللسان يعبر بكل ما أوتي من قوة وجرأة، لكن الوضع في قرى العرائش له كلمة أخرى، قساوة الطقس وبعد المسافة عن المدرسة، وأيضا مشكل النقل والأمان في الطرقات المنقطعة.. الآف الأسباب تبرر الهدر المدرسي، وملايين المبررات تؤتث، في المقابل، مشروعية إيجاد حل قوي يعيد لأطفال قرى العرائش حقهم في التمدرس.

“بغيت نرجع نقرى” رسالة قوية مررتها الأسر والأطفال من قلب المغرب العميق لكل المسؤولين والفاعلين في المجال، آهات الأباء والأمهات رسمت على ملامح وجوههم، بنظرات شاحبة وحزينة، كأنها تناشد من يراها لتقديم المساعدة، صوت عميق صادق يناشد مسامع المسؤولين لعتق رقبتهم من قدر لايريدونه أبدا.

بلادنا24 مهى الفطيري

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *