“الشباكية”.. رمزية حلوى تجاوزت المطبخ لتصبح عنصرا من الثقافة

يحل شهر رمضان، وتعود معه “الشباكية”، للواجهة والإقبال الكبير، ذلك أنها رمز من رموز الثقافة المغربية التي تصاحب هذا الشهر، وتزين مائدة الإفطار في جميع البيوت المغربية.

وتعتبر “الشباكية”، من الحلويات الشهيرة في المطبخ المغربي، التي تعد خصيصا لإفطار الصائمين في شهر رمضان، ومرافقة بعض الأكلات الشعبية التقليدية.

وعند التساؤل عن تاريخ وأصول “الشباكية”، نجد أن هناك العديد من الروايات المختلفة، لكن أبرزها هي تلك التي تشير إلى مجيئها من بلاد العثمانيين صوب الجزائر. وذلك لتضمينها في قائمة “المعسلات”، مثل “البقلاوة”، و”الحلقة” في تركيا، و”القريوش” في الجزائر، و”المشبك” في سوريا ودول الشام.

وتتكون “الشباكية” من طبقات رقيقة من العجين المحشو باللوز والسكر، وتزين بالسكر الناعم ورشة من الزعفران. وتتميز هذه الحلوى بطعمها اللذيذ والفريد، وتعد خياراً مثالياً لتقديمها على مائدة الإفطار في رمضان.

وتعد “الشباكية” من الحلويات التقليدية الشهيرة في المطبخ المغربي، حيث أنها تعتمد في تحضيرها على طريقة متقنة ومتطلبة للدقة والمهارة. مكوناتها بسيطة، ترتكز على الدقيق والماء والملح، وتعجن جيدا حتى تصبح لينة ومتجانسة، ليحين بعدها تقطيع العجينة إلى قطع صغيرة وتشكيلها على شكل كرات صغيرة، ومن ثم تفرد بالشكل المطلوب على قطعة قماش رقيقة، بحيث تصبح رقيقة جدا وشفافة.

وقد سبق لـ”الشباكية” أن ارتبطت بالعديد من الأساطير، وأولها تلك القصة التي ترويها الجدات المغربيات إلى أحفادهن الصغار، ذلك أنهن يؤكدن أن الحكاية بدأت عند “بائع حلويات متجول، اتخذ من أبواب إحدى المنازل مكانا لبيع بضاعته، وولع هذا الأخير بفتاة فائقة الجمال كان يشاهدها وهي تطل عليه من الشباك الذي يقف بالقرب منه، لتطلب منه أن يبيعها الحلوى، ومن كثرة إعجابه بجمالها قرر صنع حلوة بشكل شباك بيتها”.

ولا تعتبر “الشباكية”، مجرد حلوى أو طبقا يؤثت المائدة في شهر رمضان، بل هي واحدة من رمز الثقافة التي يتداخل في عمقها الأصل التاريخي والثقافي، فهي تحمل منذ وهلة تحضيرها، خطوات تبرهن على عدة تقاليد مغربية، تميز بها المجتمع والأسر المغربية عن سائر الشعوب العربية الأخرى.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *