الحكومة الإسبانية.. فيخو يخرج من الباب الضيق وسانشيز يستعد

لم يكن يتوقع زعيم الحزب الشعبي الإسباني، ألبرتو نونيس فيخو، أن يفشل في تشكيل الحكومة الإسبانية، إذ لم يحصل في جولتين سوى على 172 صوتا فقط، وهو ما لم يمكنه من الحصول على أغلبية مطلقة تمكنه من الوصول إلى الحكم رغم تصدره للانتخابات، حيث خرج من الباب الضيق للحكومة وفتح المجال أمام منافسه زعيم الحزب الاشتراكي العمالي، بيدرو سانشيز، والذي وجد الطريق معبدة أمامه للتربع على كرسي رئاسة “قصر مونكلوا”.

فيخو والفشل

وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي المختص في العلاقات المغربية الاسبانية، محمد المودن، “كما كان متوقعا، لم يتمكن مرشح الحزب الشعبي بمرور نقاش التنصيب والحصول على رئاسة الحكومة الاسبانية، إذ لم يكن لدى ألبرتو نونيز فيخو، النصاب الكافي لضمان العبور الى قصر مونكلوا، حيث حصل على أصوات كل من حزب فوكس، اتحاد شعب نافرا، وحزب التحالف الكناري، وهي القوى الثلاثة التي دعمته”.

واستحضر المحلل السياسي نتائج الانتخابات العامة الأخيرة، إذ أشار إلى أن الحزب الشعبي فوجئ بنتائج انتخابات 23 يوليوز، حيث كان يتوقع أن يحقق نتائج متقدمة، ولكنه واجه رفضا كبيرا من قبل الإسبان لحكومة تتحالف مع اليمين المتطرف.

واعتبر، محمد المودن، نتائج الانتخابات الأخيرة، “عقابا من قبل الناخبين الإسبان لزعيم الحزب الشعبي، لتحالفه الكبير مع فوكس المتطرف، وممارساته الخطابية خلال التدافع السياسي واستعمال نوع من الكذب وبروز أزمة في التواصل السياسي، وتمرير الكثير من المغالطات خلال النقاش”.

ولفت إلى أنه في المقابل، “استعادت أحزاب اليسار المبادرة خلال الحملات آنذاك، واستعملت الخطاب الذي وضعها في منافسة قوية مع اليمين”، قبل أن يضيف، “هذه هي المعطيات التي ساهمت بشكل كبير في تراجع حظوظ وفشل مرشح الحزب الشعبي في الحصول على موافقة وتأييد البرلمان الاسباني ليصير رئيس حكومة الولاية الرابعة عشر”.

سانشيز ورئاسة الحكومة

وأكد المحلل السياسي، محمد المودن، “بالنسبة لزعيم الحزب الاشتراكي العمالي، بيدرو سانشيز، فله النصاب الكافي ليصير رئيسا للحكومة بعد الإعلان عن جملة اتفاقات مع الأحزاب المعنية خصوصا الكتالونية”.

وأشار المصدر ذاته، إلى أنه “على مستوى طاولة النقاش مطروح هناك ما يسمى بـ”العفو الشامل” حيث يطالب الكتالانيون بإسقاط الحكم الصادر في حق الانفصاليين الذين عاقبهم القانون الاسباني، وهو ما يبين أن بهذه الضمانات ستكون الطريق معبدة أمام سانشيز للوصول إلى رئاسة الحكومة”.

وأكد على أن “الأحزاب الكتالانية تتفاوض وتمارس الضغط إذ ليس لديها ما تخسر، في حين استبعد إعادة انتخابات سابقة لأوانها وجديدة كخيار ثالث بين فيخو وسانشيز”.

وأوضح المحلل السياسي، أنه “بكسب سانشيز ثقة البرلمان لكي يصير رئيسا للحكومة الاسبانية، سيدعم بالتأكيد العلاقات المغربية الإسبانية، لأنه إلى حد الساعة يوجد تناغم كبير بين المغرب وإسبانيا، خصوصا بعد موقف بيدرو سانشيز الداعم لموقف المغرب المتعلق بالحكم الذاتي في الصحراء المغربية”.

تعزيز العلاقات المغربية الإسبانية

وإعتبر المحلل السياسي المختص في العلاقات المغربية الإسبانية، محمد المودن، أن موقف بيدرو سانشيز، “عمق كثيرا التحالف والتقارب بين المغرب وإسبانيا وهو ما أدى إلى ترسيخ أجواء متناغمة وإيجابية للغاية في هذه المرحلة”.

وتابع، “إن العلاقة بين المغرب وإسبانيا تتعالى عن الحزب نفسه لان المغرب بالنسبة إلى إسبانيا هو بلد مهم واستراتيجي وحيوي”، قبل أن يضيف، “لو كان الحزب الشعبي سيأتي للحكم لن يغير موقفه من الصحراء أو من مواقف أخرى لأن ذلك سيشكل مشكلة كبيرة مع جار استراتيجي وأساسي، فيما البلدان يعملان دائما على إيجاد الحلول للتحديات التي تواجههما وللأزمات التي يصادفونها”.

وخلص المحلل السياسي، إلى أنه “ما يأتي بتهديد العلاقات المغربية الاسبانية لا أراها بالآلية المتخيلة أو المتصورة، لأن المغرب بلد أساسي وإستراتيجي، وإسبانيا سواء بالنسبة لليمين أو اليسار تعتقد أن المغرب على الرغم من الخطاب السياسي الدائر للاستهلاك الداخلي يكون فيه نوع من الحدة تجاه المغرب، ولكن في الواقع العملياتي والسياسي الواقعي المغرب وإسبانيا لديهما اعتبار كبير للطرف الآخر وسياساته”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *