ذكرى تحرير كورسيكا.. محاولة من باريس كسب ود الرباط

استغل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رحلته إلى كورسيكا من أجل إعلان مقترحه بمنحها حكما ذاتيا، في محاولة لإيجاد معبر جديد لإصلاح العلاقات مع الرباط، حيث قرر ماكرون تكريم الجنود المغاربة الذين شاركوا في معارك تحرير الجزيرة، خلال الحرب العالمية الثانية.

وحضرت الحكومة المغربية هذا الحفل الرسمي، في شخص الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي.

الرباط مكرمة رغم أزمتها الديبلوماسية مع باريس

كُرمت الرباط ، خلال حفل الذكرى الثمانين لتحرير كورسيكا، في خضم أزمة ديبلوماسية خانقة وغير مسبوقة بين المغرب وفرنسا، وتمت الإشادة بالدور الكبير الذي لعبه الجنود المغاربة، في تحرير أول إقليم فرنسي.

ومنح وسام الاستحقاق الوطني من درجة فارس، من طرف ماكرون، إلى الجندي السابق صالح بن الحاج تقديرا لمجهوداته وخدماته التي قدمها خلال الحرب العالمية الثانية.

فرنسا تستغل الذكرى الثمانين لتحرير كورسيكا لمصافحة المغرب

ومثل لوديي الملك محمد السادس في حفل الذكرى الثمانين، لتحرير كورسيكا، حيث قدم مجموعة من التلاميذ المغاربة والكورسكيين العديد من العروض حول عمل بحثي لمساهمة جنود “الكوم” في العمليات العسكرية.

واستغلت باريس الوضع، لتمد يدها للرباط من أجل مصافحة شكلية، تحاول بها إصلاح ما أفسدته من علاقات ديبلوماسية وتشجنات سياسية، ولعل آخرها كان خلال زلزال الحوز.

باريس والرباط أزمة جديدة بجذور قديمة

قد تكون أزمات المغرب وفرنسا كبيرة ومتعددة، لكنها دائما ماكانت تعرف نوعا من البرود، زلزال الحوز أبان عن زلزال آخر على مستوى العلاقات بين الدولتين، إعلام ونخب سياسية ورئيس فرنسي يزيح الغبار عن هوة حادة في العلاقات، كما يخلق شروط أزمة جديدة تنضاف إلى سلسلة الأزمات القديمة.

ومازاد الطينة بلة، تلك العقلية الكولونيالية الإستعمارية الفرنسية التي أظهرها إيمانويل بمخاطبته الشعب المغربي، مباشرة بعد الحملة الإعلامية الفرنسية الشرسة ضد المغرب، سلوك يجعله أسير الأزمات السياسية المتتالية في إفريقيا بأكملها.

العقل الفرنسي والتضخم المفرط في مواجهة المغرب الجديد

دائما ما تكون الأنا مفرطة لدى العقل الفرنسي، في تدبير علاقته مع دول إفريقيا، فهذه العقلية تستصغر حجم الدول الأخرى باعتمادها على تاريخها الاستعماري.

لم تتقبل فرنسا بعد فكرة كون المغرب قادرا على تدبير كارثته الطبيعية بمفرده، دون أن تمد له يديها، برفض الرباط المساعدات التي قدمتها الآخيرة، يبدو أنه أصبح عليها ترك أفكارها الغارقة في بحر القدم وتقبل أن المغرب الذي تراه حاليا هو المغرب الجديد.

مريم الحمداوي – صحفية متدربة

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *