سكينة العلمي بعد انتظار وترقب كبيرين، شهد مسرح دولبي التاريخي بلوس أنجلوس، يوم أمس الأحد، حفل إعلان جوائز الأوسكار الـ95، المنظم من طرف الأكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون الصورة، احتفاء بأفضل الأعمال السينمائية التي أنتجت العام الماضي، بحضور أبرز نجوم السينما العالمية.
هذه الدورة كانت استثنائية وفريدة، حيث استطاع فيلم “Everything everywhere all at once”، أن يخطف أهم الجوائز في الحفل.
إذ توج هذا الأخير بجائزة أوسكار أفضل فيلم، تدور أحداثه حول مهاجرة صينية في منتصف العمر تتورط في مغامرة مجنونة، تستطيع فيها وحدها إنقاذ الوجود من خلال استكشاف أكوان أخرى والتواصل مع الحياة التي كان من الممكن أن تعيشها.
وتمكن الممثل، Ke Huy Quan، من الحصول على جائزة أفضل ممثل مساند عن أدائه في الفيلم نفسه، وأثناء استلامه الجائزة عبر عن امتنانه بهذا الفوز وعن الصعوبات التي واجهها في حياته معربا: “لقد بدأت رحلتي في قارب، لقد قضيت سنين في مخيم اللاجئين وها أنا هنا على أهم مسرح في هوليوود، أمي، لقد فزت للتو بالأوسكار، يقولون أن هذه القصص تحصل في الأفلام، لا يمكنني أن أصدق أن هذا يحصل لي”.
كما دخلت الممثلة، ميشيل يو، تاريخ السينما، بفوزها بجائزة أوسكار أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم ذاته، لتصبح أول آسيوية تفوز في هذه الفئة.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل حصل الفيلم أيضا على جائزة أفضل مخرج، سيناريو، مونتاج، ممثل مساعد وممثلة مساعدة.
فهذه الأخيرة كانت من نصيب، جيمي لي كورتيس، التي حازت هذه الدورة أول جائزة أوسكار في مسيرتها الفنية، وقالت في كلمتها على المسرح بما معناه: “إلى كل الناس الذين دعموا هذا النوع من الأفلام التي صنعتها على مدى سنوات، الآلاف ومئات الآلاف من الناس، لقد ربحنا للتو جائزة الأوسكار!”، ثم أنهت كلمتها وهي تصرخ “لقد فزت للتو بجائزة الأوسكار”، تعبيرا عن سعادتها.
أما جائزة أفضل ممثل، كانت من نصيب الكندي، براندون فريزر، عن دوره في فيلم “الحوت”، كانت جائزة غير متوقعة نظرا لكونه كان مبتعدا عن التمثيل لسنوات، ثم أعاده مخرج الفيلم إلى الشاشة ليستطيع بذلك الظفر بالأوسكار.
ولا ننسى فيلم “نافالني” (Navalny)، للمخرج دانيال روهر، الذي خطف جائزة أفضل فيلم وثائقي طويل، ويرصد الفيلم رحلة زعيم المعارضة الروسي، أليكسي نافالني، في سعيه للتعرف على الرجال الذين سمموه سنة 2020، في حين كانت جائزة أفضل وثائقي قصير، من نصيب “The Elephant Whisperers”.
وكان للسينما الهندية نصيبها من جوائز الأوسكار، حيث حصل فيلم “RRR” على أوسكار أفضل أغنية أصلية وهي “Naatu Naatu”.
كما فاز فيلم “توب غن: مافريك”، بطولة الممثل الأميركي، توم كروز، بجائزة أوسكار أفضل صوت، ويعد “توب غن ” بمثابة عودة قوية للنجم توم كروز الذي تعلم الطيران ليستطيع أداء دوره في العمل، وتمكن بذلك من تحقيق نجاح كبير.
وأفضل مؤثرات بصرية كانت من نصيب فيلم Avatar: The Way” “of Water الذي حقق إيرادات ضخمة فور طرحه.
لتذهب جائزة أفضل موسيقى، أفضل فيلم دولي وأفضل إنتاج تصميم لصالح الفيلم الألماني المميز “All Quiet on the Western Front”.
فيلم “بينوكيو” (Pinocchio)، للمخرج المكسيكي، غيليرمو ديل تورو، فاز بجائزة أفضل فيلم رسوم متحركة، وهي أولى الجوائز التي أعلن عنها في حفل توزيع جوائز الأوسكار لعام 2023، إلى جانب فيلم الأنيمايشين The Boy, The Mole, The Fox and the” Horse”، خطف جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة قصير.
وتعتبر روث كارتر، هي المرأة “السوداء” الأولى على الإطلاق التي حصلت على جائزة الأوسكار الثانية، بحصولها على جائزة أفضل تصميم زي عن فيلم “Black Panther: Wakanda Forever”.
وفي كلمتها خلال استلام الجائزة، تحدثت عن والدتها التي توفيت الأسبوع الماضي، وقالت بما معناه: “إنها تتحمل، إنها تحب، وتتجاوز، هي كل امرأة في هذا الفيلم”.
يذكر أن حفل هذه السنة شهد عدة تغييرات، بدءا بتشكيل فريق للطوارئ من طرف أكاديمية فنون وعلوم الصورة الأميركية، استجابة للأزمات في حالة حدوث تطور غير متوقع لأول مرة في تاريخها، وذلك بعد حادث الصفعة الشهيرة من ويل سميث لزميله كريس روك على خشبة المسرح، العام الماضي.
كما وصل النجم الكوميدي، جيمي كيميل، بطريقته الخاصة على خشبة مسرح دولبي، نزولا بـ”الباراشوت”، وهي المرة الثالثة لكيميل التي يقدم خلالها حفل إعلان وتسليم جوائز الأوسكار.
ويتيح حفل الأوسكار، لأول مرة، مشاهدة أحداثه، لفاقدي البصر ومحدودي القدرة على الرؤية، من خلال تقنية الوصف الصوتي، والذي يصف الفيديو بالصوت.
