ما الذي يدفع الإناث إلى اختيار القانون والاقصاد على رأس التخصصات بالجامعة؟

جاء في التقرير الأخير للمندوبية السامية للتخطيط، بمناسبة اليوم الوطني للمرأة، الذي يصادف العاشر من شهر أكتوبر، أن نسبة الإناث اللاتي لا يتوفرن على مستوى دراسي سنة 2022، والبالغات من العمر 25 سنة فأكثر، تصل إلى 50,3 بالمائة، مقابل 24,7 بالمائة من الذكور، ما يدفع إلى وضع علامات استفهام كبيرة.

التعليم الأولي

وفي نفس التقرير، قالت المندوبية السامية للتخطيط، إن نسبة 18,8 بالمائة من الإناث من نفس الفئة، سبق لهن الدراسة بالتعليم الأولي، مقابل نسبة 29,8 بالمائة مع الذكور.

وحسب التقرير ذاته، فإن نسبة النساء اللائي لا يتوفرن على مستوى دراسي ثانوي إعدادي، تبلغ 12,1 بالمائة، فيما تصل نسبة النساء 10,2 بالمائة بالثانوي التأهيلي.

الأمية وتاء التأنيث

وفي هذا الإطار، يرى نور الدين المصوري، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس، أن السبب وراء هذه الأرقام، “يعود أولا إلى ظاهرة الهدر المدرسي، أي الانقطاع عن دراسة في سن مبكرة، وعدم إتمام مرحلة تعليمية معينة، وهي ظاهرة تشكل إحدى اكبر المعيقات أمام تطور العملية التعليمية والمنظومة التعليمية بصفة عامة، وتنتشر بالوسط القروي وبالأحياء الهامشية المشكلة من أسر معوزة’’.

وأكد المصوري، في تصريح لـ”بلادنا24“، على أن ما يزيد من استفحال هذه الظاهرة، هي بعض الأفكار والتمثلات الإجتماعية، إذ ’’يرفض الآباء في بعض المناطق تدريس الفتاة بصفة مطلقة، وبالمقابل يتم تزويج الفتيات في سن مبكرة، ما يسبب توقف مسارهن دراسي. إلى جانب ذلك، فالعامل الاقتصادي يلعب دوره في الهدر المدرسي، بسبب الحاجة، والعوز، والدخل المحدود للأسر”.

الدراسات العليا والنساء

ويبلغ عدد المغربيات بالتعليم العالي، حسب دراسة المندوبية السامية للتخطيط، 8,5 بالمائة، مقابل 11,8 بالمائة بالنسبة للذكور، مشيرة إلى أن 59,2 بالمائة من الإناث مسجلات بكليات العلوم القانونية والإقتصادية والتسيير برسم الموسم الجامعي 2021/2023، كما تحتل علوم الصحة قائمة اهتمام الفتيات.

وفي هذا الصدد، يقول أستاذ علم الاجتماع، إن هذا الرقم يعود إلى حاجيات سوق الشغل، “فتخصصات الاقتصاد والتسيير، وعلوم الصحة، هي تخصصات مطلوبة بكثرة في سوق الشغل، فجميع الطلبة المتخصصين في هذه المجالات، والحاملين لشهادة الإجازة أو الماستر أو الدكتوراه فيها، يجدون بكل سهولة فرص ومناصب الشغل.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *