ما هو التسبيح بعد صلاة الفجر؟.. 9 أسرار لا يعرفها كثيرون

التسبيح بعد صلاة الفجر من أهم الاستفهامات التي تشغل بال الكثير من المسلمين الذين يعرفون قيمة وفضل الذكر في هذا الوقت المبارك، ففي هذه اللحظات المقدسة، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسبح كثيرا بعد صلاة الفجر، كما وكان يحث الصحابة وجميع المسلمين في مجالسه بشدة على التسبيح بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس، لذلك سنخصص هذا المقال للإجابة على جميع الأسئلة المتعلقة بكيفية التسبيح بعد صلاة الفجر.

ماذا نقصد بالتسبيح بعد صلاة الفجر؟

التسبيح بعد صلاة الفجر عبادة يؤديها المسلمين، على اعتباره ذكر خفيف على اللسان، ثقيل في الميزان، وله فضل عظيم على الإنسان، حيث يُحث المسلمون على الإكثار من ذكر الله تعالى وتسبيحه في جميع أوقاتهم وأيامهم، ولكن هناك أذكار مخصصة لأوقات معينة، منها التسبيح بعد الصلوات المفروضة.

ويعتبر التسبيح وصيةً مهمة من النبي محمد صلى الله عليه وسلم لجميع المسلمين، بالعودة لفضائله العظيمة، ذلك أن ذكر الله سبحانه وتعالى عقب الصلوات يُحمل على القلب السكينة والطمأنينة، ويُساهم في تطهير النفس وتقويتها، وقد قال الله تعالى في القرآن الكريم: “فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ”، مما يؤكد أهمية التسبيح وتذكير المسلمين بأهمية ذكر الله في حياتهم.

ويعتبر التسبيح سبباً للثواب والمغفرة، حيث يرتبط بالفضل العظيم في الدنيا والآخرة، إذ ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أنه أحب إليه من كل شيء في الدنيا، وكما ورد في الحديث الشريف، فإن التسبيح يزرع للمسبح غراسًا في الجنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أَلَا أُدُلُّكَ عَلَى غِرَاسٍ، هُوَ خَيْرٌ مِنْ هَذَا؟ تَقُولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، يُغْرَسُ لَكَ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنْهَا شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ”.

وبالإضافة إلى ذلك، يُعد التسبيح صدقة، ويعتبر سببًا لزيادة الحسنات ومحو السيئات، فعندما يحتسب المسلم ذلك في صحراء الصباح الهادئة بعد صلاة الفجر، يشعر بالانتعاش الروحي والقوة الداخلية، ويعيش رغبة قوية في التقرب إلى الله تعالى ومرضاة الله.

وفيما يخص صيغ التسبيح بعد صلاة الفجر، فهي تتنوع وتتعدد، ذلك أن بعض الأشخاص يختارون تكرار أسماء الله الحسنى، في حين يختار آخرون تكرار الاستغفار والتوبة إلى الله، وهناك أيضًا من يختار تلاوة القرآن الكريم بصوت مرتل بعد الصلاة.

وأما بالنسبة لسؤال ما إذا كان التسبيح بعد صلاة الفجر واجبًا، فالرأي في هذا الموضوع يختلف بين العلماء، فبعضهم يرى أنه ليس واجبًا وإنما مستحب ومندوب، في حين يرى آخرون أنه واجب ولا يجوز التفريط فيه.

وبالنظر إلى هذه الاستفهامات والتساؤلات، يمكن أن تفرض الحاجة لفهم أكثر عن التسبيح بعد صلاة الفجر، وذلك لاستشعار الفضل العظيم لهذه العبادة في هذا الوقت المقدس الذي ترشح بالنفحات الإيمانية والروحانية، ذلك أن لصلاة الفجر أهمية خاصة في الإسلام وهي فرصة للتقرب إلى الله وطلب الرحمة والمغفرة، وبعدها يتبعها التسبيح كنوع من التعبير عن الشكر والثناء على الله.

فضل التسبيح بعد صلاة الفجر

أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم أهمية التسبيح وفضله في عبادة الله تعالى وتقرب العبد من ربه، قد ورد عنه أنه قال: “أَحَبَّ الكَلَامِ إلى اللهِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ”، علما أن التسبيح يجمع بين الذكر الجليل لله تعالى-وبين سهولة ترديده وقلة حروفه، مما يجلب أجرًا عظيمًا من الله.

وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن أفضل أقوال العبد هي التسبيح وما يُحبه الله من الأقوال، وذلك بأنها تحقق الاستمرارية في ذكر الله تعالى والتسبيح من خلال كلماتٍ بسيطة، فإن الإنسان يرتقي إلى رضا الله تعالى.

وأضاف رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من عاد التسبيح صباحًا ومساءً مئة مرة، سيكون متميزًا في يوم القيامة بأفضل الأعمال، حتى يُعجب الناس به، إلا إذا فعل شخصٌ آخر مثله أو أكثر، فالتسبيح هو طريق للتميز والثواب الكبير في الدنيا والآخرة.

ومن الجوانب الأخرى لفضل التسبيح، يمكن أن نلاحظ أهميته وتميزه في القرآن الكريم، حيث بدأت ثماني سور قرآنية بالتسبيح، مثل سورة الإسراء، والنحل، والحديد، والحشر، والصف، والجمعة، والتغابن، والأعلى. وتكرر التسبيح في القرآن الكريم أكثر من ثلاثين مرة بأشكال مختلفة وعلى ألسنة متعددة.

وعلى سبيل المثال، ورد تسبيح الملائكة في ست مناسبات، كما وردت أمثلة عديدة للأنبياء والمؤمنين الذين كانوا يداومون على التسبيح.

بهذه الطريقة، يظهر فضل التسبيح وأهميته الكبيرة في الإسلام، حيث يعتبر طريقًا للقرب من الله تعالى، وفضله يُحث المسلم على ممارستها باستمرار ليكون من الناجحين في الدنيا والآخرة.

صيغ التسبيح بعد الصلاة

التسبيح بعد الصلاة هي أحد الأعمال المشروعة التي يمكن أداؤها بعد الانتهاء من الصلاة، وهناك عدة صيغ للتسبيح التي يمكن للمصلي استخدامها بعد الصلاة، وسنستعرض بعضها فيما يلي:

الصيغة الأولى: بعد الصلاة يمكن للمصلي أن يقول: “سبحان الله” ثلاثًا وثلاثين مرة، و”الحمد لله” ثلاثًا وثلاثين مرة، و”الله أكبر” ثلاثًا وثلاثين مرة، ثم يكمل التسبيح حتى يصل إلى مئة بقول: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير”.

الصيغة الثانية: يمكن أيضًا للمصلي أن يقول بعد الصلاة: “سبحان الله”، “الحمد لله”، و”الله أكبر”، ويكرر كل منها ثلاثًا وثلاثين مرة، ثم يكمل التسبيح حتى يصل إلى مئة بذات الذكر المذكور أعلاه.

ويمكن الاستدلال على هذه الصيغة من قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: “من سبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ، وحمدَ اللَّهَ ثلاثًا وثلاثينَ، وكبَّرَ اللَّهَ ثلاثًا وثلاثينَ، فتلكَ تسعةٌ وتسعونَ، وقالَ تمامَ المئةِ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ، وهوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ، غُفِرت خطاياهُ، وإن كانت مثلَ زَبَدِ البحرِ”.

الصيغة الثالثة: يمكن للمصلي أن يقول بعد الصلاة: “سبحان الله” ثلاثًا وثلاثين مرة، و”الحمد لله” ثلاثًا وثلاثين مرة، و”الله أكبر” أربعًا وثلاثين مرة، فيكون مجموعها مئة بالتمام.

الصيغة الرابعة: وهناك صيغة أخرى، تقول أن المصلي بعد الصلاة يقول: “سبحان الله” خمسًا وعشرين مرة، و”الحمد لله” خمسًا وعشرين مرة، و”لا إله إلا الله” خمسًا وعشرين مرة، و”الله أكبر” خمسًا وعشرين مرة، فيكون المجموع بذلك مئة بالتمام.

تُشجع هذه الأذكار البسيطة بعد الصلاة لأنها تزيد من الاستمرارية في ذكر الله وتعزز الروابط الروحية بين المصلي وخالقه، وقد ثبتت صحة جميع هذه الصيغ الأربعة من الأحاديث النبوية، حيث يشير النبي صلّى الله عليه وسلّم إلى فضل التسبيح والتهليل والتكبير بعد الصلاة والتأكيد على أدائها بشكل منتظم.

صيغ الذكر قبل صلاة الفجر

يُذكر أنَّ الذكر قبل صلاة الفجر هو الأفضل، ويتضمن ذلك ذكر الله بالألفاظ الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، حيث يتم تمجيد الله وتعظيمه وتوحيده وتقديسه وتنزيهه عن كل النقائص، حيث يُذكر أن هناك أذكارًا معينة تُقرأ قبل صلاة الفجر، ومنها:

  1. قول رسول الله  صلى الله عليه وسلم : “لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لَا شرِيكَ لَهُ، لَهُ الملْكُ، ولَهُ الحمْدُ، وهُوَ عَلَى كُلِّ شيءٍ قديرٌ، فِي يومٍ مائَةَ مرةٍ، كانتْ لَهُ عِدْلَ عشرِ رقابٍ، وكُتِبَتْ لَهُ مائَةُ حسنَةٍ، ومُحِيَتْ عنه مائَةُ سيِّئَةٍ، وكانَتْ لَهُ حِرْزًا منَ الشيطانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حتى يُمْسِيَ، ولم يأتِ أحدٌ بأفضلَ مِمَّا جاءَ بِهِ، إلَّا أحدٌ عَمِلَ عملًا أكثرَ مِنْ ذلِكَ”.
  2. قوله صلى الله عليه وسلم: “أيَعجِزُ أحَدُكم أنْ يَكسِبَ كُلَّ يَوْمٍ ألْفَ حَسَنةٍ؟ فقال رَجُلٌ مِن جُلَسائِهِ: كيف يَكسِبُ أحَدُنا ألْفَ حَسَنةٍ؟ قال: يُسبِّحُ مِئةَ تَسبيحةٍ؛ تُكتَبُ له ألْفُ حَسَنةٍ، أو يُحَطُّ عنه ألْفُ خَطيئةٍ”.
  3. قال عليه الصلاة والسلام: “مَن قال: سبحانَ اللهِ وبِحَمدِهِ، في يَوْمٍ مِئَةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ خطاياه، وإنْ كانتْ مِثلَ زَبَدِ البَحرِ”.
  4. قال صلى الله عليه وسلم: “لأَنْ أَقُولَ سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، أَحَبُّ إِلَيَّ ممَّا طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ”.
  5. وورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إنَّهُ ليُغانُ على قَلبي، وإنِّي لأستغفِرُ اللَّهَ في كلِّ يومٍ مائةَ مَرَّةٍ”.
  6. وروى عنه صلى الله عليه وسلم قوله: “واللَّهِ إنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وأَتُوبُ إلَيْهِ في اليَومِ أكْثَرَ مِن سَبْعِينَ مَرَّةً”.
  7. كما قال عليه الصلاة والسلام: “كَلِمَتانِ حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ، خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ العَظِيمِ”.
  8. سأل أبي بن كعب رضي الله عنه- الرسول صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: “يا رسولَ اللهِ، إِنَّي أُكْثِرُ الصلاةَ عليْكَ، فكم أجعَلُ لكَ من صلاتِي؟ فقال: ما شِئْتَ، قال: قلتُ: الربعَ؟ قال: ما شئْتَ، فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ، قلتُ: النصفَ؟ قال: ما شئتَ، فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ، قلتُ: فالثلثينِ؟ قال: ما شئْتَ، فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ، قلتُ: أجعلُ لكَ صلاتي كلَّها؟ قال: إذًا تُكْفَى همَّكَ ويغفرْ لكَ ذنبُكَ”.
  9. ورُوي عن جويرية رضي الله عنها أنها قالت: “أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ خَرَجَ مِن عِندِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ، وَهي في مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى، وَهي جَالِسَةٌ، فَقَالَ: ما زِلْتِ علَى الحَالِ الَّتي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟ قالَتْ: نَعَمْ، قالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: لقَدْ قُلتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لو وُزِنَتْ بما قُلْتِ مُنْذُ اليَومِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ”.

هذه هي بعض الأذكار التي يُوصى بقراءتها قبل صلاة الفجر، فهي تمثل تسبيحًا وذكرًا لله وتستحسن قراءتها للفوائد الروحية والثواب العظيم الذي يُحصل عليه من خلالها، حيث يُشجَّع المسلمون على التفرغ للذكر والتأمل والاستغفار في الأوقات المباركة وقبل الصلوات لكسب الأجر والبركة من الله.

 

اقرا ايضا:

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *