ماذا يقرأ في صلاة الفجر والصبح بعد سورة الفاتحة؟

الصلاة من أعظم العبادات في الإسلام، لها أهمية كبيرة عند جميع المسلمين، فهي تمثل الركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة، وتعتبر وسيلة للتواصل المباشر مع الله، حيث يسعى المسلمون دائمًا من خلالها إلى أداء صلواتهم بالطريقة الصحيحة وفقًا للسنة النبوية، حيث يجدون في ذلك راحة وسكينة لأنفسهم ورغبة في قبول صلواتهم عند الله، لذلك يبحث العديد من المصلين عن تفاصيل أداء الصلوات الخمس اتباعا للطريقة الصحيحة التي أتى بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وفي هذا المقال سنخصص كلماته للحديث والإجابة على سؤال ماذا يقرأ في صلاة الفجر.

صلاة الفجر والصبح

صلاة الفجر والصبح،  من الصلوات الخمس التي يؤديها المسلمون يوميا، فعلى الرغم من أنهما يشيران إلى نفس الصلاة، إلا أن هناك فرقا بسيطا بينهما في الاصطلاح الشرعي، وهو كالتالي:

  1. صلاة الفجر: صلاة الفجر هي الصلاة التي يؤديها المسلمون في وقت الفجر، وتكون قبل طلوع الشمس، حيث تُعتبر صلاة الفجر من أهم الصلوات في الإسلام، وهي مفروضة على المسلمين واجبة، فعادة ما يتم أداء صلاة الفجر قبل بداية الضوء الأبيض الذي يسبق شروق الشمس.
  2. صلاة الصبح:  هي الصلاة التي تأتي بعد صلاة الفجر وتُؤدي عادةً بعد طلوع الشمس بوقت قصير، ففي بعض البلدان، يتم استخدام مصطلح “الصبح” للإشارة إلى صلاة الفجر والصلاة التي تأتي بعدها، ولكن في الاصطلاح الشرعي، “صلاة الصبح” هي الصلاة التي تأتي بعد صلاة الفجر بفترة قصيرة وتكون مفروضة على المسلمين.

بالمجمل، يمكن اعتبار صلاة الصبح جزءًا من صلاة الفجر، حيث تؤدي صلاة الفجر أولاً ثم تليها صلاة الصبح، ومع ذلك، قد يشير مصطلح “صلاة الصبح” في بعض الأحيان إلى الصلاة التي تأتي بعد صلاة الفجر بفترة وتكون اختيارية أو مستحبة، مثل صلاة الضحى التي يمكن أداؤها بعد طلوع الشمس قليلا.

ماذا يقرأ في صلاة الفجر

يبحث الناس الذين يدركون فضل صلاة الفجر والصبح عن “ماذا يقرأ في صلاة الفجر”، على اعتبار أنها من الأمور التي يجب أن يقرؤوها في هاتين الصلاتين، ويسعون دائما لاختيار أفضل وقت لأدائها، وذلك بهدف الحصول على أكبر ثواب ممكن.

وفي كتاب “الأذكار” للإمام النووي، وردت التوصيات التالية: في السُنَّة أن يقرأ في صلاة الفجر والصبح سورةً من السور الأخيرة في المصحف، بعد سورة الفاتحة، حيث يمكن أن تكون هذه السور من سورة “ق” أو سورة “الحجرات”، وذلك على عكس بَلَغَ الذي يحدده 12 قولًا في تعيين المفصل.

والمفصل هو الأجزاء التي تستمر من سورة “عم” حتى سورة “الضحى”، وفي صلاة العصر والعشاء، يجب أن تكون السور في وسط المصح، أما في صلاة المغرب، فيجب أن تكون السور من قِصار المفصل.

يُنصَح بقراءة سورة “آلم” (السجدة) في الركعة الأولى من صلاة الصبح يوم الجمعة، وفي الركعة الثانية يمكن قراءة سورة “هل أتى على الإنسان حينًا من الدهر”.

وأما في صلاة الجمعة، فمن المستحب قراءة سورة “الجمعة” في الركعة الأولى، وسورة “المنافقون” في الركعة الثانية، أو بدلاً من ذلك، يمكن قراءة سورة “الأعلى” في الركعة الأولى وسورة “الغاشية” في الركعة الثانية.

وبحسب أحاديث السنة النبوية، فمن المستحب للمصلي أن يقرأ في صلاة ركعتي سُنة الفجر، الآية التالية في الركعة الأولى: “قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا” (سورة البقرة: 136) حتى نهاية الآية.

وفي الركعة الثانية، فيُوصَى بقراءة الآية التالية: “قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ” (سورة آل عمران: 64) حتى نهاية الآية. إذا رغب الشخص، في الركعة الأولى يمكن قراءة سورة “الكافرون” (سورة الكافرون: 1)، وفي الركعة الثانية يمكن قراءة سورة “الإخلاص” (سورة الإخلاص: 1).

حكم صلاة الفجر

صلاة الفجر، فرض عين على كل مسلم ومسلمة، سواء كانوا ذكورًا أم إناثًا وبغض النظر عن سنهم أو عرقهم، حيث تُشير الآيات الواردة في الكتاب الشريف والأحاديث النبوية إلى أن صلاة الفجر تُعتبر فرضًا عينًا، حيث يقول الله تعالى في القرآن الكريم: “فَأَقِمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا”.

وفي السنة النبوية، قال الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-: “بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ؛ شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامَةِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ”.

فضل صلاة الفجر

صلاة الفجر في وقتها من العبادات المهمة في الإسلام، وتحظى بفضل وثواب عظيم ومتعدد الجوانب، إليكم في التالي بعض الفوائد التي يحققها المسلم عند أداء هذه الصلاة المباركة:

  1. تجلب الرزق الواسع: ورد في الحديث الشريف أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: “اللهم بارِكْ لأمتي في بكورها”، وهذا يشير إلى أن صلاة الفجر في وقتها تجلب البركة في الرزق، وكما جاء في الحديث أيضًا، كان الصحابي صخر يعمل كتاجر وكان يبدأ تجارته في أول النهار فكان ماله يزداد ويتكاثر.
  2. تطرح البركة في الرزق: صلاة الفجر في وقتها تضع البركة في حياة المسلم وتزيد في نعم الله عليه. فإذا قام المسلم بأداء هذه الصلاة بانتظام وتأديتها بالجماعة، يلاحظ أن حياته تمتلئ بالسعادة والرضا.
  3. تحقق طيب النفس وصفائها: صلاة الفجر في وقتها تمنح المسلم الهدوء والسكينة الداخلية، وتنقي قلبه وتطهره من الشوائب والهموم، فهي تمثل بداية يوم جديد مع الله وتعزز الروحانية والتقوى.
  4. حصد الحسنات: صلاة الفجر في وقتها وبأدائها في جماعة تعدل قيام ليلة كاملة في الأجر، ولذلك، فإن أداء صلاة الفجر بانتظام وبحضور الجماعة يضمن للمسلم ثوابًا عظيمًا ويساهم في تحصيل الأجر الجزيل عند الله.
  5. رؤية الله سبحانه وتعالى: في الإسلام، لصلاة الفجر مكانة عظيمة، فهي من أهم الصلوات المكتوبة وأقربها إلى رب العزة. إذ يشعر المسلم بقُربه من الله عندما ينهض من نومه في ظلمة الليل لأداء صلاة الفجر، فيتوضأ ويخرج ليطيع الله تعالى ويؤدي ما أمره به، وبذلك يظهر قرب المسلم من خالقه ويعبر عن تفانيه واستجابته لأمر الله.
  6. الحفظ في ذمة الله: من فوائد صلاة الفجر في وقتها أنها تجعل المسلم في حفظ ورعاية الله طوال اليوم، فعندما يكون المسلم يقوم بأداء صلاة الفجر في وقتها، فإنه يكون في ضمانة الله وعهده، وهو محمي من الشرور والمخاطر التي قد تواجهه في حياته.
  7. دعاء الملائكة واستغفارها: عندما يصلي المسلم صلاة الفجر، فإن الملائكة تدعو له وتستغفر له، فتكون شفيعة له يوم القيامة وتطلب الرحمة والمغفرة له من الله سبحانه وتعالى.
  8. أجر قيام الليل: يعتبر أداء صلاة الفجر من أسباب قيام الليل، وبالتالي فإنه يحصل على أجر قيام ليلة كاملة، فالمسلم الذي يستيقظ في وقت مبكر لأداء صلاة الفجر يكون قد استفاد من الأجر العظيم للقيام في الليل والتقرب إلى الله.
  9. دخول الجنة: ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله “من صلى البردين دخل الجنة”، وهنا يقصد بها صلاة الفجر والعصر، فإذا أدى المسلم صلاة الفجر بانتظام وإحسان، فإنه يتمتع بالأمل في دخول الجنة والنجاة من النار.
  10. أجر حجة وعمرة: صلاة الفجر في الحرم المكي تكون بمثابة أجر حجة وعمرة، حيث يكون المصلي في قربة وعبادة مستمرة في مكانين مقدسين.
  11. صلاة الفجر تجعل الإنسان في ذمة الله طوال اليوم، حيث يكون واعيًا لحقوق الله عليه ومسؤوليته تجاهه. فهو يعيش في حالة تقرب واتصال مستمر مع الله، مما يعزز الوعي الروحي والتواصل الدائم مع الخالق.
  12. شهادة الملائكة: عندما يقوم المسلم بأداء صلاة الفجر، فإن الملائكة تشهد له وتشرف عليه، وهذا يضيف له شرفًا وتقديرًا من العالم الغيبي، حيث يُرفع اسمه إلى الله عز وجل كشاهد لإخلاصه وتفانيه في عبادته.

 

اقرا ايضا:

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *