أي مستقبل للعلاقات المغربية الإسبانية بعد وصول بيدرو سانشيز إلى قصر “مونكلوا”؟

تمكن بيدرو سانشيز، رئيس الحزب الاشتراكي العمالي، ورئيس الحكومة الإسبانية المنتهية ولايتها، أمس الخميس، من الظفر بثقة البرلمان لتشكيل حكومة لولاية جديدة، بعد حصوله على 179 صوتا داخل الغرفة السفلى للبرلمان، وهي أغلبية مطلقة ومريحة، حيث هناك تحالف لعدد من الأحزاب الوطنية والقومية والجهوية في إقليم كتالونيا وبلاد الباسك وإقليم غاليسيا.

تقدم إيجابي

وفي هذا السياق، قال محمد المودن، المحلل السياسي المختص في العلاقات المغربية الإسبانية، إن بيدرو سانشيز، مرشح الحزب الاشتراكي العمالي، ورئيس الحكومة الائتلافية بالأغلبية المطلقة، حصل في التصويت الأول من نقاش التنصيب على 179 صوتًا، أي أكثر بـ12 صوتًا قبل أربع سنوات.

وأوضح المودن، في تصريح لـ”بلادنا24“، أن هذه النتيجة “تعني أن مرشح حزب العمال الاشتراكي يواجه ولايته الثالثة بدعم أكبر من تلك التي حصل عليها ماريانو راخوي في عام 2016، أو خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو في فترتيه الرئاسيتين في عامي 2004 و2008”.

مفاوضات شاقة

وأكد المحلل السياسي، على أن سانشيز، “استطاع بعد مفاوضات شاقة أن يكسب دعم قوى معارضة، بينها القوى الانفصالية الكتلانية، وقوى قومية أخرى، حيث سعى خلال نقاش التنصيب على محاولة اقناع الرأي العام الإسباني، وخصوصا أنصاره من داخل حزبه، بأهمية قانون العفو، وبكونه لا يهدد وحدة إسبانيا، كما يقول الحزب الشعبي، واليمين المتطرف”.

ولفت إلى أن بيدرو سانشيز “رغم أغلبيته المطلقة، فولايته لن تكون سهلة، حيث يتعين عليه في كل مرحلة تقتضي التصويت خلال هذه الولاية تدبير علاقاته الصعبة مع حلفائه الذين ضمنوا له الولاية الرابعة عشر في التاريخ الديمقراطي للبلاد، بينما يتوعد الحزب الشعبي وفوكس بعد خطاب حاد في نقاش التنصيب، بمعارضة شرسة، ومن الساحات العمومية والمؤسسات”.

العلاقات المغربية الإسبانية

ومن جانبه، قال المحلل السياسي، سعيد إيدى حسن، إن تمكن بيدرو سانشيز من الظفر بولاية جديدة، “يعني الاستقرار في العلاقات المغربية الإسبانية، كون الجميع تابع كيف توصل رئيس الحكومة الى اتفاق مع أعلى سلطة في المغرب، الملك محمد السادس، في أبريل من سنة 2022، إلى اتفاق، بموجبه اتفق البلدان على إعطاء بعد لعمق للعلاقات الثنائية بينهما، كي لا تبقى عرضة للمشاكل العابرة”.

وأوضح الباحث الأكاديمي في جامعة كوملوتسي بمدريد، في تصريحه لـ”بلادنا24“، أن “الملفات العالقة بين المغرب وإسبانيا، هي ملفات عديدة، والملفات المشتركة والتحديات المشتركة هي كبيرة وكثيرة، وعلى البلدان التعاون لحل هذه المشاكل”، مردفا: “هناك قضية الهجرة غير النظامية، مكافحة الإرهاب، الجريمة المنظمة، ملف سبتة ومليلية، ترسيم الحدود البحرية بين الأقاليم الصحراوية للملكة ومنطقة الكناري”.

تطوير التعاون الاقتصادي

هل هناك إمكانية للتعاون بين المغرب وجزر الكناري لتعزيز علاقات التعاون الاقتصادي، سيما وأن الملك محمد السادس دعا في خطابه الأخير لعيد العرش، إلى تطوير التنقيب عن الموارد الطبيعية على مستوى الواجهة المتوسطية؟، تسأل “بلانا24” قبل أن يجيب المحلل السياسي، بالقول إن “الاستقرار في العلاقات الثنائية بين البلدين، يعني تطوير كل مجالات التعاون، سواء على المستوى السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي، والهجرة، سواء داخل إسبانيا، أو في البحر الأبيض المتوسط، وكذلك بين المغرب وجزر الكناري، وهو مما لا شك فيه سينعكس إيجابا هذا الاستقرار على البلدين”.

وأكد إيدى حسن، على أن “هناك رغبة بين المغرب وإسبانيا لتعزيز علاقات التعاون بينهما، وتقوية التعاون الاقتصادي في مختلف المجالات، سيما وأن المغرب يعتبر شريكا استراتيجيا لإسبانيا”.

سبتة ومليلية

وخلص المتحدث، أنه فيما يخص قضية ثغري سبتة ومليلية، “فقد اتفق الجانبان سنة 2022، على العودة التدريجية للمرور الطبيعي للبضائع والأشخاص من التراب المغربي وثغري سبتة ومليلية، وكل شيء يتم وفق برنامج زمني يخدم بالأساس مصلحة المغرب، الذي هو مع تطوير العلاقات مع إسبانيا، وكذلك حفاظا على اقتصاده وتنمية للمناطق الحدودية مع سبتة ومليلية، وهذا سيتم وفق البرنامج الزمني الذي تم تسطيره من خلال هذا الاتفاق”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *