“العلاج في إسبانيا”.. تقليد كسره غالي واستأنفه اعكيك

تداولت مصادر إعلامية عديدة، نهاية الأسبوع الماضي، خبرا يفيد تواجد قيادي بارز في جبهة البوليساريو الانفصالية، بأحد المستشفيات بإقليم الباسك، التابع للتراب الإسباني، من أجل الخضوع لجراحة إعتام عدسة العين، وهو خبر أكده أول أمس السبت، وفد “البوليساريو” في إسبانيا، على الرغم من أنه لم يحدد بالضبط أين تلقى العلاج الطبي؛ ورداً على سؤال عما إذا كانوا على علم بزيارته إلى إسبانيا، تجنب كل من قصر مونكلو ووزارة الخارجية الإسبانية، الإجابة.

من هو “الرجل الثاني” داخل “البوليساريو”؟

القيادي الذي اختار التوجه للتراب الإسباني قصد تلقي العلاج، هو ما يطلق عليه “رئيس أركان” جبهة البوليساريو، محمد الوالي اعكيك، ويعتبر “الرجل الثاني” داخل التنظيم المسلح بعد زعيمه ابراهيم غالي، وهو قيادي ميداني يبلغ من العمر 73 عاماً، ولد بمدينة العيون المغربية، ويحمل الجنسية الإسبانية كما هو الحال بالنسبة لزعيم الجبهة، ابراهيم غالي.

هذا، وقبل قيادته للجناح العسكري لجبهة “البوليساريو” الانفصالية، كان اعكيك “رئيساً للوزراء” و”وزيراً” داخل “جمهورية مخيمات تندوف”، إذ أضحى بعد تحمله “المسؤولية العسكرية” قبل ثلاثة سنوات، هو “الرجل الثاني” داخل التنظيم المسلح، وهو المسؤول حالياً عن البلاغات العسكرية المضللة التي يبثها “إعلام البوليساريو”، والتي تدعي وجود حرب عنيفة داخل تراب الصحراء المغربية.

وفي أكتوبر من عام 1974، وعندما كان اعكيك في عامه الرابع والعشرين، كان أحد المشاركين في هجوم مسلح ارتكب ضد حزام ناقل الفوسفاط في بوكراع بالصحراء المغربية التي كانت مستعمرة إسبانية آنذاك، والذي أسفر عن مقتل جندي إسباني واختطاف مدنيين وطبيب ورجل أعمال، قبل أن تسلم إسبانيا في العام التالي، إقليم الصحراء إلى المغرب وموريتانيا.

إسبانيا .. الوجهة المفضلة لقياديي “البوليساريو”

هذا، وتعتبر إسبانيا وجهة مفضلة لقياديي “البوليساريو” من أجل تلقي الرعاية الطبية، وهو ما يعيدنا لقضية “ابن بطوش” التي تسببت في أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين المغرب وإسبانيا، استمرت حوالي العامين، وانتهت بفتح تحقيق أدى إلى إقالة وزيرة الخارجية الأسبانية آنذاك راشا غونزاليس، وتوجت بالاعتراف التاريخي لإسبانيا بمغربية الصحراء، وهو ما أعاد الدفء والانسجام للعلاقات الثنائية بين البلدين.

وقبل أن يكسر غالي هذا التقليد، كانت إسبانيا تفتح أبواب مستشفياتها لقيادات “البوليساريو”، والتي نذكر منها أحمد بوجاري، ممثل الجبهة الانفصالية السابق لدى الأمم المتحدة، الذي توفي عام 2018، داخل مستشفى “بيسكايان” في مدينة “كروسيس”، ليفارق الحياة بعد ذلك بعامين، محمد خداد، أحد قادة “البوليساريو”، ورئيس ما يسمى لجنة شؤونها الخارجية، في مستشفي بالعاصمة مدريد.

هذا، وتوقعت مصادر إسبانية، أن تواجد اعكيك بإسبانيا من أجل العلاج، لن يؤثر بأي شكل من الأشكال على العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، مثلما وقع في “أزمة غالي” قبل سنتين، مشيرة في الوقت نفسه إنه ” من المحتمل أن تكون الدبلوماسية الإسبانية قد أخبرت نظيرتها المغربية بوصول اعكيك إلى ترابها”، وذلك من أجل تجنب وقوع أي صدام بين البلدين.

“جبهة غالي” تسقط في فخ “الإرهاب”

وفي سياق متصل، فقد سقطت جبهة، “البوليساريو”، في فخ الإرهاب، حيث باتت كل أصابع الاتهام تشير إليها، لضلوعها في “هجوم السمارة” الإرهابي، الذي راح ضحيته مواطني مغربي في العشرينات من العمر، فيما أصيب ثلاثة آخرون بجروح خطيرة، في سابقة تعد هي الأولى في تاريخ النزاع المفتعل.

ووفقاً لما كشف عنه خبراء عسكريون مطلعون، فقد نفذت جبهة “البوليساريو”، “هجوم السمارة”، باستخدام الصواريخ الروسية (Grad-P)، المعروفة باسم “أعضاء ستالين”، التي يتم إطلاقها من الشاحنات أو سيارات الدفع الرباعي، والتي تعتبر “غير دقيقة”، ويتراوح مدى هذه المقذوفات من 20 إلى 40 كيلومترا، إلا أنه يقدر الآن، بفضل بعض التحسينات التقنية، إلى حوالي 60 كيلومترا.

وردا على سؤال عما إذا كانت الهجمات التي أعلنت عنها الجبهة في بيان عسكري صادر عنها، تتطابق مع تلك التي ندد بها المغرب ضد مدينة السمارة بالأقاليم الجنوبية للمملكة، لم يرد ممثل التنظيم المسلح بالأمم المتحدة بشكل مباشر، موضحاً إن جبهته في “حرب تهاجم فيها جميع مواقع القوات المغربية” على حد تعبيره.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *