قمر خائف الله شهد المغرب خلال الأيام الأخيرة تساقطات مطرية مهمة، أنعشت حقينة السدود وزرعت الأمل في نفوس الفلاحين والمواطنين، بعد توالي المواسم الحافة، إلا أنها فاقمت معاناة الناجين من زلزال الحوز، خصوصا في الدواوير الأكثر تضررا من الزلزال الذي ضرب المنطقة في الثامن من شهر شتنبر الماضي.
وفي هذا السياق، وجهت النائبة البرلمانية عن فيدرالية اليسار الديمقراطي فاطمة التامني، سؤالا كتابيا لوزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، حول موضوع “المعاناة المستمرة لضحايا الزلزال مع التساقطات المطرية الأخيرة التي عرفتها المملكة”.
وجاء في سؤال فاطمة التامني، “يواجه عدد من الأسر ضحايا الزلزال الذي ضرب منطقتي الحوز وتارودانت، وضعية قاسية، نتيجة أمطار الخير التي تساقطت مؤخرا على العديد من المناطق ومنها المتضررة جراء الكارثة الطبيعية لتزداد معاناتها بسبب غياب التجهيزات الكافية لحمايتها بشكل لائق”.
وفي الوقت الذي انعقد فيه الأمل على هذه الأمطار من أجل مواجهة الجفاف و إنعاش السدود، تضيف النائبة البرلمانية “يبقى المتضرر الأبرز هم ضحايا الزلزال المدمر الذين يواجهون الويلات تحت الخيام، عرضة للبرد والأتربة وتسرب مياه الأمطار”.
وأشارت التامني إلى أنه على “الرغم من الوعود الحكومية المتتالية من أجل حل هذه الأزمة التي يتخبط فيها هؤلاء، وإيجاد حلول إنسانية للمتضررين، لا شيئ تحقق أمام استمرار المعاناة وقساوة الأوضاع التي باتوا يعيشون تحت رحمتها”.
وبناء على هذا، ساءلت فاطمة التامني، الوزير عن “التدابير التي ستعمل عليها وزارته بشكل عاجل من أجل وقف هذا الوضع اللاانساني ووضع حد للمعاناة المستمرة لضحايا الزلزال”.
وللإشارة، رفعت ساكنة الدواوير المتضرة من زلزال الثامن شتنبر، قبل أيام قليلة من بداية التساقطات المطرية الأخيرة، في وقفة احتجاجية أمام البرلمان، شعارات الغضب والاستياء، احتجاجا على إقصائهم من الدعم المخصص للسكن والمعايير المحددة للاستفادة منه.
وبحسب أرقام رسمية، بلغ عدد المنازل التي أعلنت الحكومة عن انهيارها جراء الزلزال المدمر أكثر من 59 ألف منزل موزعة على 6 أقاليم، ثلثيها منهارة بالكامل والثلث بشكل جزئي.
وإلى جانب هذا، بلغ عدد الجماعات المتضررة 163 جماعة، تمثل 68 في المائة من مجموع الجماعات المتواجدة بالمناطق التي ضربها الزلزال، فيما بلغ عدد الدواوير المتضررة 2930، تمثل 5 في المائة من مجموع الدواوير المتضررة.
