تعتزم الجزائر، إنشاء تكتل اقتصادي عربي مع كل من تونس وليبيا. ويبدو أن الجارة الشرقية، تنوي بإنشائها هذا التكتل، إقصاء المغرب، وعزله عن محيطه، ومنطقته.

الحصى في حذاء المغرب

وفي هذا السياق، قال عبد العزيز كوكاس، أستاذ السياسة بالمعهد العالي للاعلام والاتصال بالرباط، إن ’’الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، اعتبر أن اللعب الصغير، في محاولة تقوية الحصى في حذاء المغرب، من خلال إقصائه من التكتل الاقتصادي، مجرد رد فعل على تلك الخطوة المغربية الجريئة، المتمثلة في منح دول الساحل، واجهة أطلسية، إلى جانب الرؤية الأطلسية التي انتهجتها المملكة، والتي لديها بعد دولي بعودتها إلى المحيط الأطلسي’’.

وأضاف كوكاس، في تصريح لـ’’بلادنا24’’، أن ’’شمال إفريقيا، والمكونات الخمس للاتحاد المغاربي، لايمكنها أبدا أن تقوم بأي تكتل اقتصادي إقليمي، دون قوتين اقتصاديتن أساسيتين، الجزائر من جهة، والمغرب من جهة أخرى’’، موضحا أن ’’الاتحاد المغاربي، ارتسم كنقلة نوعية تاريخية، تعتبر امتدادا طبيعيا في الجغرافيا، وفي القيم، والثقافة والعلاقات، واللغة، وإلى ما غير ذلك’’.

تكتل مصيره الفشل

واعتبر المحلل السياسي، أن ’’سعي الجزائر في إطار التنافس حول الريادة مع المغرب، لإنشاء ما اعتبرته تكتلا اقتصاديا مع تونس وليبيا بدون المغرب، مصيره الفشل، ولن تكون له أي قيمة، لأن وجود دولة قوية من حجم المغرب خارج هذا التكتل الاقتصادي يضعفه، إلى جانب أن حجم الاستثمارات والتداولات المالية والاقتصادية، التي ستكون في هذه المنطقة، لن تساوي ما كان يستثمره الاتحاد المغربي في مرحلة قصيرة من عمره’’.

وسجل المتحدث ذاته، كون ’’هذا التكتل، ليس جديدا، ولا وليد الساعة، فقد سبق أن دعا إليه راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة التونسية. كما يعود بنا هذا التكتل، على مستوى التحقق التاريخي، إلى الإرث العثماني، حيث كانت هذه الدول تتواجد في إطار التبعية للسطة العثمانية التي كان المغرب لا يتواجد بها’’.

تمثيلية البوليساريو

وأبرز أستاذ السياسة بالمعهد العالي للاعلام والاتصال، أن ’’أبعاد المغرب الجديدة، هي التي تدفع الجزائر للدعوى إلى هذا التكتل الاقتصادي الاقليمي دون تواجد المملكة’’، معتبرا أن ’’ذلك لن ينجح’’.

وشدد على أن ’’عبد المجيد تبون، يحاول أن يؤثر بشكل صغير جدا بالمشهد السياسي بالمنطقة، من خلال إنشاء تكتل اقتصادي إقليمي، الذي من الممكن أن يضع داخله تمثيلية البوليساريو، ويفرض على موريتانيا أن تكون تابعة هي الأخرى، لكي يخنق المغرب، وهذا مكر سياسي، وغير محسوب، وغير فعال، وغير مجدي اقتصاديا أيضا’’.

وخلص كوكاس، إلى أن ’’هدف التكتل الاقتصادي، هو خلق ثروة، والعودة بالنفع على ساكنة المنطقة المغاربية، وليس أن يولد هذا التكتل ميتا منذ البداية دون المغرب’’، على حد تعبيره.