هل ذهبت رغبة التلاميذ في العودة إلى المدرسة بعد سلسلة الإضرابات؟

يتساءل العديد من الأباء و الأمهات، عن كيفية إعداد أطفالهم للعودة إلى المدارس، خصوصا بعد فترة من الإضرابات والاحتجاجات التي شهدتها الساحة التعليمية، لمدة تقارب الشهرين، حيث أصبح الأطفال يعيشون حياة العطلة، غالبا ما يسهرون كثيرا، مما يزيد من صعوبة تأقلمهم وإعادتهم من جديد للمؤسسات التعليمية، الأمر الذي يعيد الأباء إلى نقطة الصفر، نقطة انطلاق الموسم الدراسي.

لا رغبة في العودة إلى المدرسة

وفي هذا الشأن، تقول الأخصائية النفسية، كريمة مفتاح، بأنه “من الطبيعي أن يشعر الأطفال بعدم الرغبة في العودة إلى المدرسة، بعد الإضرابات والتوترات التي شهدتها الساحة التعليمية، والتي خلفت لديهم الشعور بالضيق، وعدم الأمان والراحة تجاه المدرسة، كما أنهم اعتادوا على نوع من الراحة والحرية”.

وتوضح مفتاح في تصريح لـ’’بلادنا24’’، كون الأطفال شاهدوا كل ما يحصل بالساحة التعليمية، سواء من خلال التلفاز، أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو بشكل مباشر، “فرغبة الاستدراك لديهم أصبحت شبه منعدمة، مما أدى إلى تشكل العديد من التصورات السلبية التي تمنعهم من التفكير في مجال التعلم بطريقة إيجابية”، وفق تعبيرها.

أولياء الأمور.. مضاعفة المجهود

وتنصح المتحدثة، الأباء، ببذل مجهود مضاعف، على الذي قاموا به خلال بداية الموسم الدراسي، كما تحثهم على مساعدة أبنائهم، “من أجل أن تتكون لديهم ثقة جديدة بالمدرسة، بعدما فقدوها جراء التوتر الذي عاشوه إثر الاحتقان الكبير الذي عرفه قطاع التعليم”.

وتضيف الأخصائية، أن “أولياء الأمور يلعبون دورا أساسيا في منح أبنائهم الثقة بالنفس لعودتهم إلى المدرسة، و هم قادرين على استدراك كل شيء، مع تذكيرهم بالأوقات الممتعة التي كانوا يعيشونها في الوسط المدرسي رفقة أصدقائهم، والتي لن تتشكل لديهم في المنزل”.

تهييئ الأطفال ليس بالسهل

كما تؤكد مفتاح، على أن “تهييئ الأطفال من جديد، أمر ليس بالسهل، لكن يمكن أن يصبح كذلك إذا قام الآباء بسحب الأجهزة الإلكترونية بشكل تدريجي، مع تشجيع الأطفال على النوم المبكر، وتذكيرهم بأهمية الدراسة والانضباط، إلى جانب تحفيزهم من أجل استعادة حماسهم، وإيصال فكرة أن المكان الأساسي للطفل هو المدرسة، وليس الشارع، أو استخدام الأجهزة الإلكترونية، ومشاهدة التلفاز بشكل متواصل طيلة اليوم”.

يشار إلى أنه جراء ما تعيشه الساحة التعليمية، من احتقان وتوتر وإضرابات بسبب رفض الشغيلة التعليمية النظام الأساسي الجديد لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أدت إلى توقف الدراسة لأيام عديدة، ومعها توقف التلاميذ، مما شكل لديهم وفقا للأخصائية، “شعورا بعدم الرغبة في العودة إلى المقاعد الدراسية من جديد”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *