ضغوطات سياسية تدفع الملاحة الإسبانية للتراجع عن استخدام خريطة المغرب كاملة

بعدما أثار اعتماد شركة “ENAIRE”، المزود الرئيسي لخدمات الملاحة الجوية بإسبانيا، لخريطة المغرب كاملة، على موقعها الإلكتروني الرسمي، تحفظات وجدلا واسعين في الأوساط الإعلامية للجارة الشمالية، عادت هذه الأخيرة لاعتماد خريطة منقوصة، تظهر فيها خريطة المغرب مبتورة من صحرائه.

ويرى مراقبون ومتتبعون في هذا الصدد، أن الشركة الإسبانية، خضعت لضغوط سياسية كبيرة من قبل لوبيات وجماعات داعمة لجبهة البوليساريو الانفصالية بمدريد، فضلاً عن بعض الأحزاب المعادية للمغرب، وهو ما دفع بالشركة الإسبانية لتغيير قرارها، والعدول عن اعتماد الخريطة الكاملة، قبيل تسليم حكومة بيدرو سانشيز، إدارة أجواء الصحراء للمغرب.

ويشار إلى أن جبهة البوليساريو، سبق أن قالت في تفاعلها مع قرار الشركة الإسبانية قبل أيام، إنها “حذرت شركة ENAIRE E.P.E من انتهاكها للقانون الدولي في الصحراء من خلال استعمالها لخريطة مغلوطة”، على حد تعبيرها، وذلك في رسالة لما يطلق عليه “ممثلها في إسبانيا”، عبد الله العرابي، تحدث فيها عما اعتبره “عدم احترام الوضع المتميز والمنفصل للصحراء عن المغرب في الخرائط المستدامة في طلباتها”.

وأورد القيادي في الجبهة الانفصالية، أن “المسؤولية تقع على الشركة المكلفة بمراقبة أجواء الصحراء في ضرورة احترام وتنفيذ الإجراءات المعمول بها وفقا لأحكام اللوائح الدولية”. زاعماً أن “عدم تصحيح الخرائط التي تستخدمها الشركة، تعني تجاهل الحدود القائمة بين الصحراء والمغرب”، على حد زعمه.

جاء ذلك، مباشرة بعدما أظهر الموقع الإلكتروني الرسمي لإدارة الملاحة الجوية الإسبانية، خريطة تعترف بالحدود المغربية للصحراء، انسجاما مع قرار مدريد دعم مبادرة الحكم الذاتي، باعتبارها “الأكثر واقعية وجدية ومصداقية” لحل قضية الصحراء.

وأكدت مصادر من داخل شركة الملاحة الإسبانية، في تصريحات لصحيفة “ال اندبندنتي”، في وقت سابق، على “الطبيعة الفنية للقرار”، معتبرينه “قرارًا منطقيًا ومتماسكًا يتوافق مع معايير الصناعة”. ومشددين في الصدد عينه، على “استمرار استخدام الخريطة بشكلها الحالي”.

هذا، ولا تعتبر هذه المرة الأولى التي تثير فيها خطوة من هذا القبيل، جدلاً في الأوساط الإسبانية المعارضة لدينامية الشراكة بين مدريد والرباط، إذ سبق أن حدث ذلك، بعدما جرى استخدام خريطة المغرب كاملة على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية، وكذلك في نشرات أخبار “RTVE”، وذلك في خضم المفاوضات الجاري لتسليم إدارة المجال الجوي للصحراء المغربية، الذي يدار حاليا من جزر الكناري، إلى الرباط.

ويشار إلى أنه في أوائل مارس الماضي، أكدت مصادر بوزارة الخارجية الإسبانية لصحيفة “ال اندبندينتي”، على أن “إسبانيا والمغرب اتفقا على بدء مفاوضات حول التعاون في إدارة المجال الجوي، مع التركيز على قضايا مثل أمن الحركة الجوية والاتصالات، وهذه المناقشات مستمرة”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *