سانشيز رئيسا للحكومة.. أي تأثير جيوسياسي على العلاقات المغربية الإسبانية؟

لا يعد انتخاب بيدرو سانشيز، مؤخرا، كرئيس للحكومة الإسبانية للمرة الثانية، معلما سياسيا في إسبانيا فقط، ولكن له أيضا آثار جيوسياسية كبيرة، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الإسبانية المغربية، التي تعود جذورها لسنوات عديدة.

تأثير إعادة انتخاب سانشيز على المغرب

هذا، ويمكن القول أن فوز سانشيز في الانتخابات العامة الإسبانية الأخيرة، له تأثير مباشر على المغرب، وهي دولة شهدت تغييرا كبيرا في علاقاتها مع إسبانيا منذ مارس من عام 2022، إذ ركز هذا التغيير بشكل رئيسي على قضية الصحراء المغربية، وهو نزاع مفتعل ومعقد وطويل الأمد في السياسة الإقليمية؛ ويعتبر موقف سانشيز وحكومته بشأن هذه المسألة حاسما بالنسبة للمغرب، الذي يرى في إسبانيا حليفا استراتيجيا رئيسياً له في أوروبا.

موقف إسبانيا ونفوذها في أوروبا

كما يمكن أن يشجع موقف إسبانيا من نزاع الصحراء المغربية، الذي يفضل اقتراح الحكم الذاتي كحل أكثر مصداقية للنزاع، البلدان الأوروبية الأخرى للتخلي عن حيادها السلبي بشأن هذه المسألة، حيث مع تأكيد سانشيز في السلطة، من المتوقع أن تواصل حكومته دعم هذا الاقتراح، الذي يمكن أن يكون له تأثير “الدومينو” على السياسة الأوروبية فيما يتعلق بهذه القضية التي يضعها المغرب في صلب أولويات سياسته الخارجية.

ركائز التعاون المغربي الإسباني

وبالإضافة إلى قضية الصحراء المغربية، تلعب المصالح الاقتصادية والتنسيق الأمني الذي يوحد إسبانيا والمغرب دورا حاسما في علاقتهما الثنائية، حيث من المتوقع زيادة تعزيز التعاون في هذه المجالات، لا سيما من خلال خارطة الطريق الموقعة في أبريل من عام 2022. هذا النهج العملي والمفيد للطرفين هو ركيزة أساسية في العلاقة بين البلدين.

حقبة جديدة تلوح في الأفق في العلاقات الإسبانية المغربية

هذا، ولا تمثل إعادة انتخاب بيدرو سانشيز انتصارا سياسيا في إسبانيا فحسب، بل تمثل أيضا نقطة تحول في العلاقات الإسبانية المغربية، مع التأثير المحتمل لإسبانيا في تغيير موقف البلدان الأوروبية الأخرى من ملف الصحراء المغربية وقوة العلاقات الاقتصادية والأمنية، تفتح حقبة جديدة في هذه العلاقة الثنائية؛ وستكون القرارات الدبلوماسية والسياسية للأشهر المقبلة حاسمة لتحديد مستقبل هذه الروابط وتأثيرها على المشهد الجيوسياسي الإقليمي.

الجزائر تعود للواجهة.. وترقب إسباني لمستقبل العلاقات

يرافق عودة الجزائر للصورة في العلاقات  المغربية الاسبانية، ترقب إسباني كبير، إذ أن ما اعتبر “طيا” للأزمة الدبلوماسية بين مونكلو والمرادية، عبر تعيين سفير جديد بمدريد، لم يرقى بعد لمستوى استئناف اتفاقية الصداقة التي علقتها الجزائر منذ حوالي سنتين، ولا إعادة العلاقات الاقتصادية، وهو ما يطرح تساؤلات كبيرة في الأوساط الإسبانية، التي تنتظر الخطوة المقبلة التي ستنهجها الجارة الشرقية.

هذا، ويمثل السعي الجزائري لتطبيع العلاقات مع إسبانيا، خطوة للتودد إلى الجارة الشمالية، لإقناعها بشكل أو بآخر عن العدول عن دعم مخطط الحكم الذاتي المغربي، واتجاهها لتعزيز مصالحها على الجانب الجزائري على حساب المغرب، إلا أنه من المستبعد أن يخضع سانشيز، الذي يعتبر “صديقاً” للمغرب، للضغوط الجزائرية الفارغة، وذلك نتيجة متانة العلاقات المغربية الإسبانية، التي توجت بعدد من الاتفاقيات في الاجتماع رفيع المستوى.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *