الساكنة المتضررة من زلزال الحوز.. حياة تتحول إلى جحيم بعد التساقطات المطرية والثلجية

تجددت معاناة المتضررين من زالزال 8 شتنبر المنصرم، بفعل التسقاطات المطرية والثلجية الأخيرة، التي شهدتها عدد من مناطق المملكة، وضمنها مناطق متضررة من الزلزال، بكل من أقاليم الحوز، شيشاوة، وتارودانت.

ورغم إسهام هذه التساقطات المطرية في إنعاش الفرشة المائية، وحقينة السدود، وإنقاذ الموسم الفلاحي، إلا أن هناك ساكنة تحت الخيام، تعاني الأمرين، بفعل هذه التساقطات التي من بها الله على عباده بعد أشهر من الجفاف.

معاناة تتجدد مع كل قطرة مطر

على الرغم من استبشار المغاربة قاطبة، بعودة التساقطات المطرية، نظرا للقيمة الاقتصادية، والاجتماعية، والروحية، التي تلعبها  المياه في دورة الحياة، إلا أن هناك في قمم الجبال، أو سفوحها، ساكنة لازالت تحت الخيام، بفعل انهيار منازلها، عقب زلزال الحوز المدمر.

واقع مر يعيشه أغلب ساكنة الجماعات الترابية بالحوز، المتضررة من الزلزال، في مشهد يتكرر مع كل زخات مطرية. خيام تلتحف الأكياس البلاستيكية، وساكنة تتهيأ لمواجهة قطرات كانت إلى الأمس القريب بمنازلها، يتدرعون للسماء لهطولها.

في حديث مع “بلادنا24“، قال عادل بلموش، أحد سكان جماعة إغيل، بؤرة زلزال الحوز، إنه “رغم أن التساقطات المطرية رحمة ربانية، إلا أننا نعاني الأمرين وسط الخيام، بفعل قساوة الطقس والأمطار، وصقيع البرد، وقوة الرياح”. مسرتسلا: “حتى الخيام لم تعد قادرة على تحمل قساوة الطقس، فما بالك بنا نحن”. مضيفا: “التساقطات المطرية، والصقيع، يعمقان معاناتنا بجبال الأطلس”.

في تصريح مماثل، قال حميد، أحد سكان دوار ثلاث نياسين، الواقع في النفوذ الترابي لجماعة ثلاث نيعقوب، إن الوضعية بالدوار سيئة، “الساكنة تعيش على وقع معاناة يومية مع البرد، فما بالك باجتماع البرد والتساقطات المطرية”.

وأشار إلى أن عدد من الجماعات والدوادير، استفادت من المنازل المركبة، إلى حين إعادة بناء المنازل المدمرة، “إلا أن أغلبية ساكنة الحوز، تعيش وسط الخيام، في ظروف مناخية قاسية، في غياب مواكبة نوعية من الجهات الوصية”. مردفا: “تلك مشيئة الله وإرادته، الحمد الله على كل حال”.

متضررون من الزلزال بدون تعويضات

لازال الانتظار سيد موقف عدد كبير من الساكنة المتضررة من زلزال الحوز، بمناطق شيشاوة، والحوز، وتارودانت، وفئة قليلة بمراكش، ينتظرون على أحر من الجمر، التوصل بالقن السري، عبر رسالة نصية على هواتفهم النقالة، بين شغف الحصول على التعويض، وحرقة الانتظار، ووعود بتسوية ملفاتهم، رغم توالي الاحتجاجات أمام عمالات الأقاليم، ووصول بعضهم إلى البرلمان.

وعبر عدد من المواطنين، بعدد من الجماعات الترابية بإقليمي الحوز وشيشاوة، في حديث مع “بلادنا24“، عن تذمرهم من الإقصاء الذي تعرضوا له، وحرمانهم من الدعم الحكومي المخصص لضحايا الزلزال، بتعليمات ملكية. مؤكدين على أن وضعيتهم الاجتماعية، والاقتصادية، علاوة على انهيار منازلهم، أو تضررها بشكل جزئي، “يشفع لهم أن يستفيدوا من الدعم الحكومي، دون قيد أو شرط”.

وتساءل المتحدثون، عن المعايير التي اتخذتها لجان الإحصاء، لتقييد لوائح المتضررين، “رغم أنه على سبيل المثال، يوجد بدوار منكوب عن آخره، 20 متضررا، استفاد منها 11 شخصا، دون أن يستفيد 9 الآخرين. الواقعة التي تطرح التساؤلات حول سبب الإقصاء، في وقت استفاد أشخاص لم تتضرر منازلهم لاجزئيا ولا كليا”، وفق تعبير المتحدثين.

مطالب للتسريع في إعادة إعمار المناطق المنكوبة

تناشد ساكنة المناطق المتضررة من زلزال الحوز، الجهات الوصية، وعلى رأسها رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، وعبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، لإعطاء أوامرهم للتسريع في إعادة إعمار المناطق المنكوبة، خصوصا وأن ساكنتنها، تعاني الويلات مع التساقطات المطرية، وصقيع البرد، وذلك في ظل الجهود الرامية لإعادة المناطق المنكوبة، تنفيذا للتعليمات الملكية.

محمد الهروالي، المنسق الجهوي للمرصد الوطني لمحاربة الرشوة وحماية المال العام، عبر عن أسفه استمرار معاناة المتضررين من زلزال الحوز لأشهر عديدة، “في خيام بلاستيكية، يفترشون الأرض، ويلتحفون السماء، في غياب حلول ناجعة تنهي معاناتهم، وتنسيهم مرارة فاجعة 8 شتنبر المنصرم”.

وأردف المتحدث، في تصريح لـ”بلادنا24“، أنه “لا يعقل أن يظل آلاف الأشخاص، وسط خيام، في ظروف مناخية صعبة، وتساقطات مطرية”. مسترسلا بالقول، إن “الحكومة الحالية فشلت في تدبير فاجعة ما بعد الزلزال، رغم أن التعليمات الملكية واضحة وضوح الشمس في هذا الصدد. غير أن من انتخبناهم، يسيرون عكس تيار التوجيهات الملكية، حول تصماميم التهيئة الخاصة بإعادة إعمار المناطق المنكوبة، وكذلك التسريع في وثيرة إعمار المناطق المعنية”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *