قميص نهضة بركان.. أضحوكة رياضية جزائرية تزيد من عزلتها السياسة

“يعجز اللسان عن التعبير على هذا السلوك”، بهذه الكلمات، عبر المحلل السياسي والمحامي بهيئة الرباط، عبد العزيز النويضي، عن الجدل الذي رافق واقعة مصادرة أمتعة نهضة بركان وتغيير قميص الفريق الرسمي، بحجة تواجد خريطة المغرب كاملة عليه، من طرف سلطات الجزائر، في خرق صارخ للقوانين التي ينص عليها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف” المنظم للعبة الساحرة المستديرة على المستوى الإفريقي.

وتعود أصل الحكاية، عند وصول بعثة فريق “نهضة بركان” إلى مطار هواري بومدين الدولي بنية مواجهة الفريق الجزائري في نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية، قبل أن يتعرضوا للاحتجاز في المطار، بعد ساعة ونصف تقريباً من وصولهم، بسبب رفض السلطات الجزائرية تواجد الفريق البركاني بالأراضي الجزائرية بقمصان تحمل خريطة المغرب، كأحد الرموز المميزة لقميص الفريق، عن بقية الفرق القارية التي بدورها تعتمد شعارات تميزها عن غيرها، بمصادقة من الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم.

النزاعات السياسية

هذا السلوك الذي أثار الكثير من الجدل، وتناولته كبريات الصحف العالمية، وصفه عبد العزيز النويضي، بـ”الأخرق والغبي”، مشددا على أن “مسائل الصحراء المغربية والنزاعات السياسية، تعالج في المنابر الدولية المختصة في المجال الدبلوماسي والسياسي، وليست من خلال احتجاز أمتعة فريق لا يعرف سوى أرضية الميدان، ولا دخل له في الأمور السياسية”.

وأكد المحلل السياسي في تصريح لـ”بلادنا24“، أن “معاقبة شباب من طرف المسؤولين الجزائريين الذين اتخدو هذا القرار، فقط لكونهم تشبتوا بوطنيتهم، بمجرد قيامهم بطبع خريطة بلادهم على قميصهم، هذا يبين حجم الغباء الذي يتخبط فيه حكام الجارة الشرقية للمملكة المغربية”.

احترام المملكة للقوانين الدولية

وبعد الغوص في الحديث عبر المتحدث ذاته، عن “عجزه في التعبير عن هذا السلوك، خصوصا وأنها هذه ليست المرة الأولى التي يتخد فيها مسؤولي دولة الكابرانات قرارات معاكسة ومعادية للوحدة الترابية المغربية”، موضحا “رقي المغرب في تعامله مع المشاكل واحترامه للقوانين الدولية، من خلال ممارسات شفافة وديموقراطية تخدم مصلحته وصورته قاريا ودوليا”.

وفي معرض حديثه، أكد النويضي، أن “كل الدول التي لها تقييم موضوعي ومنطقي لما يجري على الساحة الدولية، سترى بأن (هؤلاء الناس) دون المستوى، في التعامل”، مسترسلا في ذات السياق أنه “إذا كان لدولة الجزائر أصدقاء يطبقون شعار أنصر أخاك ظالما أو مظلوما، فهم حتما سيبقون في نفس القعر الذي توجد في الجزائر”.

تخبط سياسة النظام الجزائري

من جانبه، أكد فؤاد مسرة، رئيس مركز “تناظر” للدراسات والأبحاث، وأستاذ القانون الخاص بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن هذا “التصرف يأتي في إطار، معاكسة الحقوق المشروعة، للمغرب في حدوده واستكمال وحدته الترابية، ويبين نوع من النرفزة والتخبط والعزلة التي يعانيها النظام السياسي الجزائري، لاسيما مع الانتصارات السياسية المغربية، التي يراكمها المغرب تحت قيادة الملك محمد السادس”.

وفي هذا السياق، رصد فؤاد مسيرة في تصريح لـ”بلادنا24“، على أن “النظام الجزائري، في كل مرة وفي كل حين، يحاول أن يقفز على قضية من القضايا التي تخص المغرب، سواء في الجانب الرياضي كما هو الحال اليوم، بالنسبة لفريق نهضة بركان، أو في جوانب أخرى، ذات طابع اقتصادي وديبلوماسي وغيرها”.

تلطيخ منافسة رياضية بلعبة سياسية

وبخصوص شعارات قميص نهضة بركان التي زرعت الرعب في نفوس السلطات الجزائرية وصلت إلى حد احتجازها، أكد أستاذ القانون الخاص بجامعة محمد الخامس بالرباط، أنه “من حق جميع الفرق الرياضية أن تضع في قمصانها الرياضية ما تشاء من رموز وعلامات، تميزها عن غيرها من الفرق الأخرى في إطار يحترم القوانين المنظمة للعبة”، مشددا على أن هذا ما “انتصرت إليه الهياكل التنظيمية المنظمة لكرة القدم، على المستوى الإفريقي، والتي أشارت إلى حق نهضة بركان المغربية في أن تضع الخريطة الكاملة للمملكة المغربية على قميصها”.

تسليح الجماهير الكروية الجزائرية

وبناء على هذا، أوضح المتحدث عينه، أن “هناك محاولة للانتقال من منافسة رياضية شريفة، إلى لعبة سياسية، تحاول من خلالها الجزائر المساس، بالوحدة الترابية للمملكة المغربية، من خلال تسليح الجماهير الكروية الجزائر والشعب الجزائري عامة على معادات الشعب المغربي، كخطوة لإخفاء الأمور التي لم يستطع النظام الأساسي الجزائري أن يكسبها دبلوماسيا”، مشددا على أن “شعوب العالم، انتبهت اليوم إلى هذه الممارسات الغير مسؤولة والغير أخلاقية”.

طرف رئيسي في النزاع المفتعل

وبالإضافة إلى كل ما ذكر، أشار رئيس مركز “تناظر” للدراسات والأبحاث، وأستاذ القانون الخاص بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن “الجزائر دائما ما كانت تدعي أمام الأمم المتحدة، أنها ليست بطرف رئيسي في النزاع المفتعل في قضية الصحراء المغربية، ولاكن قرارت الأمم المتحدة والمجلس الأمن تقول عكس ذلك وتأكد بالملموس، على أن أنها طرف رئيسي في هذا الملف، وبناء على ذلك تدعوها إلى الحضور، في الموائد المستديرة، للنقاش”.

ويحاول حكام قصر المرادية، من خلال هذا الموضوع، يضيف المتحدث معاكسة “حقوق المملكة المغربية في ترابها ووطنها، وحدودها، وإن احتاج الأمر إلى دليل، فهذه الممارسات الأخيرة ومنع فرقة رياضية من حقها في اللعبب، بادعاءات زائفة تأكد لمن لا زال في قلبه شك أن الجزائر هي طرف رئيسي يعاكس المصالح المغربية في كل زمان ومكان”.

كاريكاتور: عثمان غالمي

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *