أثارت واقعة احتجاز الجزائر لأمتعة فريق نهضة بركان، وما أعقبها من تطورات مثيرة، بدأت بتغير قميص الفريق البركاني بآخر، قبل إعلان إلغاء مباراة، ذهاب الدور نصف النهائي من بطولة كأس الكونفدرالية الإفريقية، إثر تمسك الفريق البرتقالي بخوض المباراة بالقمصان التي أتى بها من المغرب، (أثارت)، الكثير من الجدل، في الساحة الرياضية الإفريقية وحتى العالمية.

وبعد وقت قصير من تخفيف حدة الجدل الذي رافق هذه الواقعة منذ الأحد الماضي، أعاد إعلان إلغاء المباراة بين اتحاد العاصمة، ونهضة بركان، هذا جدل للواجهة من جديد، حيث ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بأسئلة الجماهير المغربية وحتى الإفريقية، بحكم الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “الكاف”، على هذا الخرق السافر الذي أقدمت عليه السلطات الجزائرية، والذي يتناقض مع القوانين الإفريقية المنظمة للعبة”.

شرعية انسحاب نهضة بركان

حسن مومن، لاعب كرة قدم، ومدرب وطني سابق، أكد “سلامة قرار نهضة بركان في الإمتناع عن اللعب، بدن قميصه الرسمي، الذي جال به الملاعب الرياضية المغربية وحتى الإفريقية منذ بداية الموسم الرياضي الحالي، والمصادق على تصميمه، الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف” في وقت سابق”.

وأوضح اللاعب السابق في صفوف فريق الوداد الرياضي، في تصريح لـ”بلادنا24“، أن “الفريق البركاني لم يقدم على هذه الخطوة بدون معرفة مسبقة بعواقبها”، متسائلا “كيف يمكن لبلد مستضيف أن يقوم باحتجاز قميص فريق قدم إلى إليه لخوض مباراة، بل والأكثر من ذلك التجرأ على تقليد القميص الأصلي للفريق، وخرق القوانين المنظمة للعبة”، بالإضافة إلى عدم مراعاة للتعب البدني والنفسي الذي ينتج عن سوء التعامل الذي لا يمثل الروح الرياضية بصلة”.

حوادث متكررة

وأوضح المتحدث ذاته، أن “هذه الأمور تجاوزت حدود الرياضة، ويجب الحزم فيها نهائيا، ليس فقط من أجل هذه المقابلة وإنما في مقابلات أخرى، من خلال وضع قوانين صارمة وسن مساطر جزرية، تنص على احترام جميع الفرق المتنقلة للبلد المستضيف للتضاهرة الرياضية، وتضمن حقوقها”، مسترسلا أن مثل هذه “الحوادت أصبحت متكرر من طرف الجارة الشرقية للمملكة، التي سبق لها وتعاملت بنفس الطريقة مع بعثة المنتخب الأولمبي”.

وأضاف حسن مومن بالقول، أن “الوحدة الترابية تبقى فوق كل اعتبار، ومن حقنا وواجب علينا كمواطنين وكلاعبين مغاربة، حماية المملكة، كونها خط أحمر، لا يسمح فيها بالمساومة مع أي بلد”، داعيا الجهات المعنية إلى “تحمل المسؤولية، من خلال احترام المواثيق المنظمة للعبة، المعتمدة من طرف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وانصاف نهضة بركان”.

وبخصوص عدم نزول حكم المباراة إلى أرضية الملعب، أوضح المدرب الوطني السابق، أن هذه الخطوة تلعب دورا محوريا في هذه القضية”، وما يهم أكثر هو “مضمون تقريره الذي يصف من خلاله جو المقابلة، كونه عنصر فعال، في ما قد يفصل فيه الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، في القضية مستقبلا”، مشددا في ذات السياق أن تقليد قميص نهضة بركان “يبين ويأكد احتجاز الجزائر لأمتعة الفريق ويضرب في سمعة ومصداقية الكونفدرالية الأفريقية وبقوانينها المنظمة لهذه البطولة”.

العقوبات المحتملة على الجزائر

وفيما يتعلق بالعقوبات، أكد لاعب كرة القدم المغربي السابق، أن “القرار الآن يتم تداوله داخل أجهزة الكاف، والذي سيتم الإفراج عنه قريبا والذي سيكون منصفا لفريق نهضة بركان لا محالة”، مشيراً إلى أن أول إجراء رسمي من الكاف، كان عبر توجيه رسالة تنص على شرعية نهضة بركان في ارتداء قميصه الذي لعب به في كل مباريات الموسم والمصادق عليه من قبل الجهات المختصة بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم”.

“وفقًا للمادة 6 من لوائح كأس الكونفدرالية الأفريقية، يجب أن تكون قمصان الفرق المشاركة قد حصلت على الموافقة المسبقة من خلال نظام CMS تم تحميلها بالنظام الإلكتروني للكاف، حيث أن قميص فريق نهضة بركان تم تصديقه وقبوله بشكل صحيح من قبل لجنة تنظيم الكاف”.

ويتعلق القرار الثاني، برفض الاتحاد الافريقي لكرة القدم، بشكل رسمي الإستئناف الذي قدمته الجامعة الجزائرية، والذي يأكد من خلاله على ضرورة تسليم النهضة البركانية الأقمصة التي يحتجزها في مطار هواري بومدين أو خسارة المباراة.

وفي الأخير، عبر حسن مومن، لاعب كرة قدم، ومدرب وطني سابق، عن أمله، في أن يكون هناك تعديلات في المستقبل في القوانين المنظمة للعبة، لتفادي الانفلات من مثل هذه الحالات التي تتلاعب بنفسية جميع أعضاء الفريق وتضرب في مصداقية الجهة المنظمة لهذه الرياضة”.