البوليساريو تبرر قتلها للمدنيين عن طريق ترويجها لأسطوانة “الحرب الوهمية”

أعادت جبهة البوليساريو الانفصالية، أمس الاثنين، التذكير بأسطوانتها الدائمة المتعلقة بوجود ما تطلق عليه “حالة حرب” مع المغرب، منذ ثلاث سنوات، وأن ميليشياتها قد نفذت يوم السبت الماضي، ثلاث هجمات في “قطاعات المحبس والسمارة وفارسية”، على حد تعبير ما يعرف بـ”ممثلها” لدى الأمم المتحدة، سيدي محمد عمار.

وردا على سؤال عما إذا كانت هذه الهجمات تتطابق مع تلك التي ندد بها المغرب أيضا يوم السبت ضد مدينة السمارة بالأقاليم الجنوبية للمملكة، والتي توفي فيها مدني يبلغ من العمر 23 عاما، وأصيب ثلاثة آخرون، لم يرد ممثل التنظيم المسلح مباشرة، لكنه أضاف أن الجبهة “في حرب تهاجم فيها جميع مواقع القوات المغربية”، على حد قوله.

كما قال “ممثل” البوليساريو، أمس الاثنين، على باب مجلس الأمن: “ليس سرا، نحن في حالة حرب (على الرغم من أن) المغرب لا يريد الاعتراف بها”، وهي الأسطوانة التي لطالما كررها انفصاليو البوليساريو، لجذب تعاطف المنتظم الدولي مع أطروحتهم المستهلكة.

وقبل ذلك بوقت قصير، ألقى السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، الكلمة في نفس المكان، مؤكداً للصحفيين أن “المقذوفات الأربعة التي ضربت مدينة السمارة يوم السبت سقطت في أحياء مدنية أو صناعية، دون أي منشأة عسكرية قريبة، مما حول تلك الأحداث إلى أعمال إرهابية”.

واستطرد هلال، قائلا: إنه ليس لديه بعد دليل على أنه كان هجوما من قبل البوليساريو، على الرغم من أنه قدم مؤشرات، وقال إن المغرب سيرفع نتيجة التحقيقات في الأحداث إلى مجلس الأمن.

هذا، وإذا تم تأكيد ضلوع البوليساريو في الهجوم الإرهابي، فسيكون هذا الهجوم هو الأخطر من نوعه في المنطقة، لأنه في السنوات الثلاث التي تلت تمزق وقف إطلاق النار من قبل البوليساريو، فإنها لم تنفذ أي من الهجمات التي ادعتها في “بلاغاتها” العسكرية المضللة، والتي فضحها التقرير الأممي، واصفاً الوضع في القاليم الجنوبية بكونه يتسم ببعض “التوترات” فقط، دون أي إشارة إلى حرب كما تدعي الجبهة.

وفي سياق متصل، فقد وقع هجوم يوم السبت، قبل ساعات قليلة من موافقة مجلس الأمن بعد ظهر أمس الاثنين، على تجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة في الصحراء (مينورسو)، حتى 31 أكتوبر 2024.

وقد صوت ثلاثة عشر عضوا في المجلس لصالح القرار، وامتنعت روسيا وموزامبيق فقط عن التصويت، وذلك لأنهم حاولوا دون جدوى إدراج بعض التعديلات الداعمة لجبهة البوليساريو إلى المهمة الأصلية لقوة حفظ السلام، فضلا عن مطالبة المغرب بقبول زيارة مقرري الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى أراضيه.

من جانبه، كان عمر هلال راضيا عن تجديد الولاية، التي تنطوي وفقا له على “شهادة وفاة للاستفتاء”، والتي تترك الحل الوحيد للنزاع اقتراح الحكم الذاتي.

وقد وصلت المينورسو إلى الأقاليم الجنوبية للممكلة في عام 1991، حيث كرست بعثة الأمم المتحدة للتحقق من وقف إطلاق النار الذي كان ساريا حتى نونبر 2020، بعدما تنصلت منه جبهة البوليساريو.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *