خبير: انضمام نواكشوط إلى “مبادرة الأطلسي” قد يدفعها للتراجع عن موقف الحياد في ملف الصحراء

طرح انضمام الجارة الجنوبية، موريتانيا، إلى ’’مباردة الأطلسي’’، العديد من التكهنات حول الأدوار التي ستلعبها نواكشوط بالنسبة للملكة المغربية، ومدى تأثير هذا الانضمام على موقفها من قضية الصحراء المغربية المتسم بالحياد.

وشدد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، على أن ’’نواكشوط جزء أساسي في هاته المبادرة’’.

ويعول المغرب على موريتانيا، بعد دخولها إلى ’’مبادرة الأطلسي’’، في إنجاح هذا الورش، الذي من المرتقب أن يعطي دفعة اقتصادية مهمة في المنطقة، كما سيقوي الروابط الاقتصادية التي تجمع الرباط بعمقها الإفريقي.

علاقات يسودها الاحترام

تسود العلاقات المغربية الموريتانية، نوعا كبيرا من الاحترام منذ زمن طويل، وبانضمام موريتانيا إلى “مبادرة الأطسي”، فمن المتوقع أن تتعزز هذه العلاقات أكثر.

وفي هذا الصدد، يقول عبد النبي صبري، أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن ’’العلاقات المغربية الموريتانيا، جد جيدة على مختلف المستويات’’.

وأضاف صبري، في تصريح لـ’’بلادنا24’’، أنه “إذا كان المغرب هو بوابة الأوروبيين نحو إفريقيا، فإن موريتانيا هي بوابة الرباط نحو القارة السمراء’’، مؤكدا على أن ’’الجارتين تجمعهما علاقات تاريخية فيها استمرارية بشكل إيجابي’’.

حرج المترددين

وأبرز أستاذ العلاقات الدولية، أن ’’الموريتانيين لديهم القناعة الكاملة والتامة، شعبا وحكومة ورئيسا، في كون العار لن يأتيهم من المغرب’’، مضيفا أن ’’عدد الشاحنات التي كانت تمر عبر التراب الوطني، تتجاوز 120 شاحنة بشكل يومي وأساسي’’.

وبخصوص العلاقات السياسية، قال المتحدة إنها ’’جد جيدة’’، مشددا على أن ’’انفتاح موريتانيا على الأطلسي لكونها دولة أطلسية، سيمكنها من جلب العديد من الاستثمارات المغربية إلى موريتانيا’’.

ويعتبر أن ’’تمكين المغرب من هذا التطور الكبير والأساسي على مستوى مباردة الأطلسي، وسماح المملكة بدخول أربع دول غير مطلة على المحيط الأطلسي، سيدفع بها إلى استغلال المشاريع المغربية المهمة من أجل إيصال موادها’’.

وأضاف عبد النبي صبري، أن ’’التوجه الأطلسي الجديد للمملكة، سيجعل مواقف الدول المترددة، في موقف حرج جدا، وسيزدادون حرجا، إذا لم تكن لديهم علاقات جيدة مع المملكة’’.

التراجع عن موقف الحياد

وأشار صبري إلى مشروع السياسية الأطلسية للمملكة، معتبرا أنه ’’سيكون قاطرة مهمة جدا عل المستوى التنموي، والبنيات التحتية الهائلة في النقل البحري على مستوى ميناء الداخلة، الذي سيكون حافزا كبيرا للدول الإفريقية، من خلال ربطها بدول الجوار الأوروبية، والقارة الأمريكية’’.

وسجل المتحدث ذاته، أن ’’الموريتانيون تأكدوا من أن المبادرة الأطلسية، وخط أنبوب الغاز، والتحاولات المرتبطة بالعلاقات الاستراتيجية بين بريطانيا والمملكة المغربية، عبر تصدير الهيدروجين الأخضر، والاهتمام الكبير للأوروبيين بربط علاقات جيدة مع المغرب، أمر  كبير جدا’’.

وأكد المحلل السياسي، على أن ’’انضمام موريتانيا إلى مبادرة الأطلسي، سيكون من شأنه أن يدفع بها إلى التراجع عن موقف الحياد الذي تتبناه تجاه الاعتراف بشكل رسمي بمغربية الصحراء’’، مضيفا أن ’’موريتانيا اليوم تجد نفسها بين بلدين جارين، حيث تعتبر أن المغرب في أرضه، وفي صحرائه، غير أن موقفها لم يخرج بشكل أساسي’’.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *