هكذا قاد بحث الفرقة الوطنية إلى تورط بعيوي في عملية تهريب 40 طنا من المخدرات

شكلت لحظة اعتقال المواطن المالي، (الحاج) أحمد بن إبراهيم، المعروف بـ”إسكوبار الصحراء”، بعد دخوله المغرب من مطار محمد الخامس الدولي، (شكلت) منعطفا حاسما في الكشف عن باقي تفاصيل عملية تهريب 40 طنا من مخدر الشيرا سنة 2015، على مستوى باحة الاستراحة البئر الجديد، على الطريق السيار الرابط بين الدار البيضاء والجديدة، والتي أجهضتها مصالح المكتب المركزي للأبحاث القضائية. بل تجاوزت ذلك، بالكشف عن مختلف عمليات الاتجار الدولي في المخدرات، وتبييض الأموال، لهذه الشبكة الإجرامية، والتي تضم شخصيات من مجال السياسة والأعمال.

اتبع محققو الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، الخيوط المتشعبة لهذه القضية، حتى توصلوا إلى تورط كل من سعيد الناصري، رئيس فريق الوداد الرياضي، وعبد النبي بعيوي، رئيس مجلس جهة الشرق، وهما القياديان في حزب الأصالة والمعاصرة، في هذه العملية.

ووفق المعطيات التي حصلت عليها “بلادنا24” من مصادر مقربة من الملف، فإن تفاصيل هذه العملية، بدأت حينما استورد أحمد بن إبراهيم المالي 61 سيارة، و11 شاحنة، من الصين، وحاول مرارا الحصول على شهادة المطابقة الخاصة بتداول هذه العربات بالمغرب، لكنه لم يفلح في ذلك، بسبب عدم مطابقة هذه العربات للمواصفات الفنية المتطلبة من قبل السلطات المغربية، مما دفعه إلى توزيعها على بعض معارفه، من بينهم عبد النبي بعيوي، مؤكدا أثناء التحقيق معه، أنه أرسل للأخير 7 شاحنات على دفعتين، حيث أرسل خمسا منها إلى مدينة وجدة، عن طريق سائقي بعيوي، الذين قدموا إلى العاصمة الرباط لهذا الغرض، كما بعث شاحنتين أخريين حمراوين لاحقا، واحدة منهما حجزتها المصالح الأمنية محملة بكمية المخدرات سنة 2015 في العملية المذكورة.

أحد المشتبه بهم في هذه القضية، قدم إفادة تثبت تورط عبد النبي بعيوي، حيث أفاد أمام الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، أنه في صيف 2014، وبأوامر من “إسكوبار الصحراء”، أرسلت 5 شاحنات إلى بعيوي، حيث قام الأخير بإرسال سائقيه لقيادة الشاحنات إلى مدينة وجدة. وبعد اكتشاف أنها غير مزودة بالوقود الكافي لقيادتها إلى وجهتها، استدعى العاملون مع بعيوي شاحنة صهريجية محملة بالوقود تخص شركة “BIOUI TRAVAUX”، قادمة من أقرب ورش تابع للشركة، بمنطقة عكراش ضواحي سلا، لينطلقوا بعدها في شكل قافلة من الشاحنات، سبقتهم سيارة من نوع “داسيا” تحمل اثنين من أعضاء شبكة بارون المخدرات الدولي بن إبراهيم، وبأمر منه. وعند الوصول، وضعت الشاحنات الخمسة بالمستودع الخاص بالشركة.

زادت شكوك المحققين، حينما أفادت مسؤولة بشركة بعيوي، بأنها قامت بإنجاز لوائح تصنيف الموارد المادية للشركة، ومن بينها المعدات والشاحنات، ولم تجد أية معلومات تخص هذه الشاحنات الخمسة، من قبيل تاريخ الشراء، والزبون الذي تم اقتنائها منه، وكذلك ثمن ذلك، وكل ما توصلت به منذ عدة سنوات من مصلحة المعدات، هو أن الشاحنات تتواجد بحظيرة الشركة منذ سنة 2015، ودون أي معلومات أخرى عن التاريخ الفعلي لوصولها إلى الشركة، مضيفة أنها كانت تستخدم بداخل مقالع الأحجار فقط، وبدون لوحات الترقيم.

وتضيف مصادر “بلادنا24“، أنه بعد الأبحاث والتحريات الميدانية التي أجرتها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بخصوص الشاحنات السبع التي أرسلها المالي إلى بعيوي بمدينة وجدة، فقد حجزت خمس منها، مطلع شهر أكتوبر الماضي، داخل ضيعة فلاحية بجماعة عين الصفا، ضواحي المدينة، بعدما حاول عمال شركة الأشغال العمومية “BIOUI TRAVAUX”، المملوكة لعبد النبي بعيوي، طمس أرقامها التسلسلية وقطعها إلى أجزاء، وتحويلها لخردة يسهل التخلص منها، عن طريق بيعها وإخفاء وجودها نهائيا، وذلك تنفيذا لأوامر عبد النبي بعيوي، وشقيقه عبد الرحيم، المعتقل معه حاليا على ذمة نفس القضية، في حين تم حجز الشاحنة السادسة سنة 2015، من قبل عناصر “البسيج”، وهي محملة بكمية من مخدر الشيرا.

أما بخصوص الشاحنة السابعة، فبحسب المعلومات التي قدمها أحد السائقين السابقين بالشركة، فإنها تعرضت لحادث، بعد انقلابها بأحد الأوراش، وتعرضت لأضرار بليغة، قبل أن يتم نقلها بواسطة شاحنة لنقل الآليات إلى مستودع الشركة بوجدة، دون أن يدري إن كان قد تم إصلاحها أو تفكيكها بصفة نهائية.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *