عبد العزيز النويضي.. مسار رجل عايش اليوسفي وحكومة التناوب وقضايا حقوق الإنسان

ترجل عن صهوة الحياة، عشية اليوم الخميس، عبد العزيز النويضي، الناشط الحقوقي، والأستاذ الجامعي، وذلك بعد أزمة قلبية ألمت به، عقب إجراء حوار صحفي. وشغل المرحوم، قيد حياته، عددا من المهام والمسؤوليات، وعلى رأسها مستشارا للوزير الأول، عبد الرحمن اليوسفي، خلال حكومة التناوب التوافقي.

مسار حقوقي وسياسي حافل

يعد الراحل عبد العزيز النويضي، من أبرز الشخصيات الحقوقية المدافعة عن حقوق الإنسان بالمغرب، حيث شغل مناصب قيادية بعدد من الهيئات والمنظمات الحقوقية، إذ يعتبر المؤسس لجمعية عدالة، وعضو بالهيئة العليا للحوار الوطني حول إصلاح القضاء. كما انتخب سنة 2022، كاتبا عاما جديدا لـ”ترانسبرانسي المغرب”، وهي جمعية تتمتع بصفة المنفعة العامة، وتعنى بالشأن الحقوقي ومحاربة الرشوة والفساد، علاوة على إنتمائه لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي اتسم بالخمول خلال السنوات الأخيرة.

كما عرف النويضي، بمواقفه المثيرة الجدل، عبر عدد من المحطات النضالية، كمحامي تارة، وكحقوقي تارة أخرى. إلا أن الحس النضالي للنويضي، استمر رغم شغله مستشارا للقيادي الاشتراكي الراحل، عبد الرحمن اليوسفي، خلال فترة قيادته لحكومة التناوب التوافقي، أواخر تسعينيات القرن الماضي.

كتاب يكشف أسرار حكومة التناوب

خلف عبد العزيز النويضي، إرثا معرفيا كبيرا، بإصداره لعدد من الكتب، والمؤلفات، والمقالات الأدبية والسياسية والقانونية، إلا أن كتابه “مذكرات مستشار للوزير الأول عبد الرحمن اليوسفي، دروس من تجربة التناوب وما بعدها”، يبقى أبرزها، حيث يكشف الراحل، عن الجوانب الخفية من التجربة السياسية المثيرة للجدل، لحكومة التناوب التوافقي.

ويسرد النويضي في كتابه، عن فترات شغله كمستشار للوزير الأول، عبد الرحمن اليوسفي، خلال حكومة التناوب التوافقي، في الفترة الممتدة بين 1998 إلى 2002، وعلاقته به، إلى ما بعد اعتزاله المشهد السياسي، وتجارب سياسية وإجتماعية، وطرائف عاشها رفقة رموز السياسة المغربية.

وتطرق الراحل في مؤلفه، لجولات الحوار الاجتماعي المنعقدة في منزل وزير الداخلية القوي، إدريس البصري، وتفاصيل رد فعل الملك الراحل الحسن الثاني، بعد قرار منع ثلاث جرائد، “لوجورنال”، والصحيفة، و”دومان”. وقصة تحديد قبر محمد بنونة، بعد مقتله في حوادث الأطلس في مارس 1973، ونوادر عن اليوسفي، وقضية المهدي بن بركة، وغيرها من الوقائع الشاهدة على حقبة مهمة من تاريخ المغرب الراهن.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *