الطيب حمضي: الحرارة العالية والرطوبة المرتفعة يؤثران على أداء اللاعبين بشكل كبير

تعيش القارة السمراء، على وقع الحدث الكروي الأبرز كأس أمم افريقيا بالكوت ديفوار، حيث يرفع المغاربة من خلاله راية التحدي عاليا، لمواجهة الظروف المناخية والبيئية، جراء ارتفاع درجة الحرارة ومعها نسبة الرطوبة.

تأثير الرطوبة على صحة الإنسان

يكرس مشجعو المنتخبات المشاركة في “الكان”، جهودهم لدعم وتشجيع فرقهم المفضلة، غير مهتمين بتأثير درجة الحرارة والرطوبة العالية، على صحتهم الجسدية.

ووفقا لمجموعة من الدراسات، فإن الأشخاص الذين يعانون من العديد من المشاكل الصحية المزمنة، هم أكثر عرضة لتأثير نسبة الرطوبة المرتفعة على أجسادهم، حيث تتسبب لهم في الشعور بالألم.

وانتشرت في الساعات القليلة الماضية، مجموعة من مقاطع الفيديو، التي أظهرت ارتفاع حالات الإغماء، وسط المشجعين المغاربة، خلال مباراة المغرب ضد الكونغو الديموقراطية.

وتعرضت الجماهير المغربية، التي كانت تجلس في الجهة الأمامية من المدرجات، لأشعة الشمس الحارقة، ما أدى بمجموعة منها إلى السقوط في حالة إغماء.

وفي هذا الشأن، قال الباحث في السياسات والنظم الصحية، الدكتور الطيب حمضي، أن ’’الرطوبة تؤثر على صحة الإنسان بشكل كبير’’.

وأضاف الطبيب، في تصريح لـ’’بلادنا24’’، أن ’’الرطوبة داخل المنزل أو في الأماكن المغلقة، التي يعيش فيها الشخص تؤثر على صحته، وعلى مستوى الجهاز التنفسي الذي قد يصاب بتعفنات وحساسيات كثيرة’’.

وسجل حمضي، كون ’’الرطوبة في الأماكن الخارجية أو المفتوحة، تساعد في انتشار العديد من الفيروسات والبكتيريا’’، مضيفا أن ’’لها تأثير على المفاصيل، حيث يمكنها أن تساهم في عودة مجموعة من أمراض المفاصييل التي تعافى منها الجسم أو استطاع التحكم بها، كما تؤثر على دوران السوائل بجسم الإنسان، وحدوث انتفاخ في أطرافه’’، مؤكدا على ’’أنها لا تسمح للجسم بالتعرق بطريقة طبيعية، كما لا يتم تبخر العرق بسهولة’’.

وأكد المتحدث ذاته، أن ’’نسبة الرطوبة المرتفعة والحرارة أيضا بالكوت ديفوار، تؤدي بالجسم خلال محاولة تخلصه من الحرارة الداخلية عبر التعرق، إلى منعه من تبخر العرق، وبالتالي تعيق تكيف جسم الانسان مع درجة الحرارة، ليصبح الجسم محاصر بالحرارة من جهة والرطوبة من جهة أخرى’’.

وقدم حمضي مجموعة من النصائح للمشجعين المتواجدين بكوت ديفوار، حيث أكد على ’’ضرورة شرب الماء بكميات كبيرة وارتداء ملابس بيضاء، والوقاية بشكل جيد من أشعة الشمس الحارقة، من خلال وضع قبعات، مع التواجد بالأماكن المظللة’’. أما بالنسبة للرطوبة المتواجدة في الغرف، قال المتحدث، أنه على ’’المشجعين محاربتها بأجهزة خاصة بذلك’’.

تأثير الرطوبة على أداء الاعبين

يبذل لاعب كرة القدم، مجهودا بدنيا وذهنيا كبيرا، من أجل أداء جيد، ومع ذلك، فإن ذروة أداء اللاعب مرتبطة ارتباطا وثيقا بالظروف المناخية والبيئية.

وتؤدي الظروف المناخية، وارتفاع نسبة الرطوبة، إلى انخفاض وثيرة أداء اللاعبين، فخلال كأس العالم الذي أقيم في البرازيل سنة 2014، أو ذلك الذي نظم في جنوب افريقيا سنة 2010، شهد المباريات ارتفاعا كبيرا في درجة الحرارة ونسبة الرطوبة، التي شكلت حينها مصدر قلق كبير لدى اللاعبين.

وقال الطيب حمضي، إن ارتفاع درجة الحرارة، يؤدي إلى ’’اجتفاف الجسم، حيث يصبح خاليا من السوائل والأملاح المعدينة’’ مشيرا إلى ما يعرف بـ’’الضربة الحرارية’’ التي ’’يقوم خلالها جسم الانسان بمجهود كبير للحفاظ على درجة حرارة الجسم الطبيعية، حيث يؤدي ذلك إلى انفتاح الشرايين بشكل أكبر من المعتاد لخروج الحرارة من الجسم’’، وفقا للمتحدث.

وأضاف الطبيب، أن ’’مجموعة من الدراسات، أكدت على أن الرطوبة إذا وصلت إلى نسبة 23 في المئة، أثناء القيام بمجهود بدني فإن الانسان يشعر بالعياء في الدقيقة 12، أما إذا كانت 50 بالمئة، فإن العياء يحدث في الدقيقة 8’’، مؤكدا على أنه في حالة تواجدها ’’مابين 63 و 71 في المائة يشعر الشخص بالعياء خلال الدقيقة السادسة’’، مشيرا إلى ’’الكوت ديفوار التي تصل بها الرطوبة إلى أزيد من 70 في المئة’’، معتبرا أن ’’الأمر جد صعب على اللاعبين’’.

وسجل حمضي، أن الوقت الذي تقام فيه مباريات كرة القدم، ’’غير ملائم لجسم الانسان، حيث يصعب عليه التأقلم مع الظروف المناخية ودرجة الحرارة العالية، كما يؤثر أيضا من الناحية النفسية على الرياضيين، ويخلق لهم تشنج من الناحية العاصبية ويعرقل تنفسهم ويرفع من دقات قلبهم’’.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *