شعوب العالم تستعد لوداع 2023 وسط آمال بوقف الحروب الدامية

على بعد ساعات قليلة من نهاية العام، تستعد شعوب العالم لتوديع سنة 2023، واستقبال سنة 2024، وسط آمال بوقف الحروب الدامية في أنهك الصراع شعوبها، كما هو الحال في غزة وأوكرانيا، والعيش في عالم يعمه الأمن والسلام والاستقرار.

وقف الحرب في غزة

تعتبر سنة 2023، الأصعب على الشعب الفلسطيني، بعد حرب شنتها إسرائيل على قطاع غزة والتي تعتبر أكثر دموية في تاريخها، فمنذ اندلاعها لم تتوقف المظاهرات والاحتجاجات في مختلف مدن وعواصم العالم، حيث ارتفعت من خلالها الأصوات والدعوات بوقف هذه الحرب المستعرة التي راح ضحيتها الآلاف من المواطنين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما أجبرت الملايين على النزوح.

ورفع المشاركون في هذه المظاهرات التي باتت شبه يومية منذ اندلاع الحرب، الأعلام الفلسطينية، واللافتات المنددة بالجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، كما يدعون إلى وقف المعايير المزدوجة وضرورة محاكمة الاحتلال على مجازره ضد الشعب الفلسطيني، خاصة الأطفال.

ومنذ اندلاعها في السابع من أكتوبر الماضي، لم تهدأ الغارات الجوية الإسرائيلية، ولم تتوقف المعارك البرية بين الجيش الإسرائيلي وحماس، والتي راح ضحيتها 21672 شخصا على الأقل، معظمهم نساء وأطفال، وفق آخر إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية.

النزاع الروسي الأوكراني

وإلى جانب الحرب في غزة، يستمر الصراع في الجهة الأخرى من العالم بين روسيا وأوكرانيا، حيث تنوعت ردود الفعل على الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022 بين إدانات من زعماء العالم، حيث أدان البعض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على وجه التحديد لسماحه بعمل عسكري، والموافقة عليه، إلى إلقاء البعض الآخر باللوم على استفزازات الناتو.

وبعيدا عن السياسة، فمنذ اندلاع هذا الصراع في 2022 إلى اليوم، طالب المتظاهرون في جميع أنحاء العالم بضمان أمن وسلامة الشعبين الروسي والأوكراني، باعتبار أن المواطنين الأبرياء أكبر المتضرريين من الحروب، كما دعوا حكومات العالم إلى بذل المزيد من المجهودات لمنع نشوب صراع أوسع في هذه الحرب التي دخلت عامها الثالث.

مواجهة التغيرات المناخية وتجنب الكوارث الطبيعية

بالإضافة إلى الحروب الدموية التي تشنها الدول على بعضها البعض، بات يواجه العالم خلال السنوات الأخيرة، حروب مناخية صعبة، وكوارث بيئية عجزت أكبر الحكومات على مواجهتها، حيث اعتُبر العام 2023، الأكثر سخونة منذ بدء تسجيل بيانات درجات الحرارة في العام 1880، كما شهد الكوكب سلسلة من الكوارث المناخية، من باكستان إلى القرن الإفريقي مرورا بحوض الأمازون.

هذه الإشكاليات التي باتت تهدد أمن واستقرار العالم، كانت مركز اهتمام مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ “كوب 28″، الذي انعقد شهر نونبر الماضي بدولة الإمارات العربية المتحدة، والذي جرى من خلاله، رفع سقف الآمال والطموحات نحو مخرجات استثنائية تشكل مرحلة فارقة في تاريخ العمل المناخي.

ومنذ بداية أشغال المؤتمر، جرى تكثيف المفاوضات في هذا الإطار، حيث تم حسم عدد من الملفات، لتشكل مرحلة جديدة من مساعي الدول للتوافق حول قرارات ونتائج ملزمة تسهم في الحد من التداعيات والآثار المتوقعة للتغير المناخي.

ولبداية مساعي جديد حول العالم لمواجهة التغيرات المناخية، حسم خلال هذا الحدث المناخي العالمي، الملف الخاص بالوقود الأحفوري ليحقق بعضًا من التقدم، إلى جانب إقرار توفير نظام إنذار مُبكر يغطي الكرة الأرضية بأكملها لتستفيد منه الدول النامية على غرار الدول الغنية، بهدف الحد من الخسائر خاصة البشرية منها في حالة الكوارث المناخية.

وجرى خلال هذا المؤثمر، توجيه رسائل سياسية قوية، فنظرًا إلى أن الجهود العالمية لخفض الانبعاثات ليست بالمستوى المطلوب من أجل تحقيق انخفاض 1.5 بالمئة درجة من الانبعاثات وفقًا لاتفاقية باريس، شهد ختام المؤتمر بعض الرسائل السياسية القوية الموجهة تحديدًا للدول بازغة النمو والتي تستهلك كمية كبيرة من الوقود الأحفوري.

مواجهة الأخطار السلبية للذكاء الاصطناعي

بالإضافة إلى الحروب والكوارث المناخية الطبيعية، يأمل شعوب العالم، مع بداية السنة الجارية، إلى وقف خطر الاستخدام السلبي الذي بات يهدد به الذكاء الاصطناعي، حيث جرى خلال السنة الجارية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في أمور تمس بخصوصية الأفراد في كل شرائح المجتمع.

وتتجلى مخاوف الذكاء الاصطناعي، في إمكانية استخدامه لتوليد صور أو مقاطع فيديو أو صوت أو نصوص مزيفة (التزييف العميق) باستخدام أدوات التعلم الآلي المتقدمة، مما يؤدي إلى انتشار المعلومات المضللة على نطاقات ضخمة عبر الإنترنت، مما يقوض سلامة المعلومات ويقوض الثقة في مصادر الأخبار وفي نزاهة المؤسسات الديمقراطية.

قمر خائف الله – صحفية متدربة

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *