إيميليانو مارتينيز.. من حارس مغمور إلى الأفضل في العالم

هناك مقولة مشهورة تقول “أن تأتي متأخرا خيرا من ألا تأتي أبدا”، ربما التطبيق الحرفي لهذه المقولة جسدها الحارس الأرجنتيني إيميليانو مارتنيز، عندما توج بجائزة “ياشين” لأفضل حارس في العالم في سنة 2023.

موهبة إيميليانو كانت واضحة للعيان منذ نعومة أظافره، ابن منطقة “مير ديلا بلاتا” المتواجدة بالعاصمة الأرجنتينية بوينس أيرس، انتظر إلى غاية السن السابعة عشرة لينتقل إلى أرسنال الإنجليزي، ليلعب في صفوف الفريق الثاني، بعدها تم تصعيده للفريق الأول، خلال فترة 2013 و2019، شهدت إعارته للعديد من الفرق، أغلبها كانت إنجليزية، غير أن هذه التجارب لم تكن مفيدة بتاتا للحارس الأرجنتيني.

لكن تاريخ 20 يونيو 2021 كان علامة فارقة، وسيبقى راسخا في ذهن إيميليانو مارتينيز، والمناسبة كانت مباراة أرسنال وبرايتون، خلال منافسات الجولة الثلاثين من الدوري الإنجليزي، حيث تعرض حارس “الغارنرز” الأول برنارد لينو للإصابة على مستوى الكتف، لتأتي الفرصة التي انتظرها إيميليانو طويلا.

وكانت الفرصة بمثابة بداية تألق مارتينيز رفقة “المدفعجية”، حيث قادهم إلى تحقيق لقبي كأس الاتحاد الإنجليزي، وكأس السوبر الإنجليزي، قبل انطلاق موسم 20/21 عاد لينو من الإصابة، مدرب أرسنال ميكيل أرتيتا كان واضحا في الاعتماد على لينو كحارس أول، وعودة إيميليانو ليكون الحارس الثاني.

لكن الحارس الأرجنيتي رفض الجلوس مرة أخرى على مقاعد البدلاء، والسبب كان منتخب بلاده الأرجنيتين، لأنه أراد لعب دقائق أكثر، لكي يضمن مشاركته في كوبا أميركا صيف 2021.

لذلك حاولت بعض الأندية الاستفادة من خدماته، لكن العرض الجدي تم تقديمه من طرف أستون فيلا الإنجليزي. مارتينيز لم يرفض العرض، ونظر إليه فرصة حقيقة لتأكيد تألقه الأخير رفقة أرسنال.

ربما موسم 20/21 لم يكن بالخرافي رفقة “أسود برمينغهام”، لكنه كان كافيا لضمان تواجده رفقة منتخب الأرجنتين في منافسات كوبا أميركا 2021، والتي شهدت تألقا كبيرا من طرف مارتنيز الذي كان أحد الأسباب لتتويج “التانغو” باللقب.

ولم يقف حدود تألق مارتينيز عند هذا الحد، بل واصل ليكون أحد العوامل الأساسية في تتويج الأرجنتين بلقب كأس العالم الذي أقيم بقطر سنة 2022، والكل يتذكر التصدي الإعجازي لإميليانو، لكرة المهاجم الفرنسي، الذي سيبقى من اللحظات الراسخة في تاريخ المونديال.

ثم تلاها عدة جوائز فردية، كانت منطقية ومتوقعة، مثل أفضل حارس في المونديال، ثم جائزة “the best” لأفضل حارس في العالم سنة 2022، و ختامها كان مسكا بتتويجه أمس الاثنين بجائزة “ياشين” لأحسن حارس في العالم.

إيميليانو قام ببعث رسالة، ولو بشكل غير مباشر، بأن التحلي بالصبر، والعمل المستمر، والإيمان بالموهبة، بكل تأكيد سيعطي أكله في يوم من الأيام. مسيرة تغييرت من حارس مغمور إلى الأفضل في العالم بفضل قرار حاسم.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *