يرتفع اقتناء المواد الغذائية، خلال شهر رمضان، بشكل مفرط، كما يزداد إعداد الأطباق المتنوعة لتزيين مائدة الإفطار الرمضانية. وما إن يحين وقت الإفطار، حتى تخبو تلك الشهوات، فيصبح كل ما اقتناه الناس غير مرغوب فيه.

وخلال رمضان، تتغير العادات الغذائية، وترتفع النفقات المالية للأسر، ليصبح إعداد أطباق مختلفة ومتنوعة، أمر لا مناص منه على مائدة الإفطار. تغرق بعدها نفايات جل المدن في أطعمة غير مستهلكة، وأطباق لم تحظى بشرف التذوق بعد.

حاويات النفايات تفيض بالأطعمة

ظاهرة استفحلت في الآونة الأخيرة، رغم تناقضها الكبير مع روح الصيام، وقداسة هذا الشهر الفضيل، فهي وجه معاكس لما ينبغي أن يكون عليه سلوك الشخص خلال شهر رمضان.

حاويات القمامة في الشوارع، والأحياء السكنية، تمطر بأكياس تفيض بأطعمة مختلفة، وتؤكد على مظاهر الإسراف والتبذير، وذلك بسبب ارتفاع إنفاق واستهلاك الأسر للأطعمة والأغذية، سواء المقتناة منها، أو المعدة في المنزل.

العامل النفسي والتبذير

وفي هذا السياق، يرى أسامة البارودي، الباحث في علم الاجتماع، أن العامل النفسي، “هو الذي يجعل المستهلك الصائم، يشتهي، ويشتري كل ما يجده في طريقه نحو البيت”.

وأضاف البارودي، في تصريح لـ’’بلادنا24’’، أنه ’’لعدم تقاسم سكان المدن خيراتهم فيما بينهم، حيث أصبحت الأسر العصرية القاطنة بالأحياء الراقية، أو حتى تلك المتواجدة بالأحياء الشعبية، تغرق في أنانيتها وفردانيتها، ليغيب عنها التضامن الأسري، دور كبير في ارتفاع هذه الظاهرة’’.

وقال المتحدث، إن ’’هناك اعتقاد سائد بأن العين هي التي تأكل وليس البطن، بالتالي فرؤية طاولة طعام ممتلئة وشهية، يحقق بالنسبة إلى الكثيرين سعادة داخلية’’. مشيرا إلى أن “هذه السعادة اللحظية، تدفع العديد من الأشخاص إلى تحمل مصاريف لا طاقة لهم بها، وبالتالي السقوط في الإسراف والتبذير’’.

موائد الإفطار الرمضانية والتباهي

من جهة أخرى، سجل البارودي، أن ’’دخول بعض النساء في دائرة التباهي، من خلال مشاركتهن صور موائد الإفطار الرمضانية على منصات التواصل الاجتماعي، يدفعهن إلى الإكثار من الأطباق’’.

وأوضح الباحث في علم الاجتماع، أن ’’شهر رمضان، هو شهر العبادة، وتزكية النفس، وليس بروز مظاهر الاستهلاك السلبية على حساب القيم الدينية’’. مشيرا إلى أن ’’مصير أغلب الأطباق الرمضانية، يكون مطرح النفايات، الأمر الذي يعتبر مرفوضا، خاصة خلال هذا الشهر’’.