قمر خائف الله تعتبر المملكة المغربية من بين الدول التي تعاني من آثار التغير المناخي، بسبب توالي موجة جفاف، ما يؤثر سلبا على إنتاجية بعض المواد، كما هو الحال في قطاع العسل، حيث يعاني مربو النحل في عدد من أقاليم المملكة، من تداعيات أزمة الجفاف وتأثيرها السلبي على الإنتاج، وهو ما يهدد هذ المادة الحيوية واحتمالية غيابها من السوق مستقبلا.
وفي هذا السياق، أكد رئيس فدرالية مربي النحل، عبد السلام بكري، أن “التغيرات المناخية تسببت في تراجع إنتاجية العسل بنحو 30 في المائة، وكبدت القطاع خسائر كبيرة إثر انهيار خلايا النحل”، مشيراً إلى أن “وفرة المياه يكون لها وقع إيجابي على القطاع الذي يعتمد بشكل كبير على الزراعة وغطاء نباتي جيد”.
وأوضح عبد السلام بكري في تصريح لـ”بلادنا24“، أن “شح التساقطات المطرية خلال السنوات الأخيرة، وانخفاض درجة الحرارة، أضعفت مستعمرات النحل وزادت من حدة موت خلاياها، ما يؤثر سلبا على إنتاج هذه المادة محليا وبالتالي إرتفاع أسعارها داخل الأسواق”.
ولمواجه هذه التغيرات المناخية وضمان استمرار دوران عجلة القطاع من خلال حماية النحل من الموت، “يعمل بعض النحالين جاهدين لإنقاذ القطاع، عبر تعويض غذاء النحل الطبيعي الذي عادة ما يتم أخده من رحيق الأزهار، بمواد غذائية تتوفر على فيتامينان وبروتينات تحتاجها النحلة لإنتاج العسل”.
وعلى عكس بعض النحالين الذين اشتكوا من نقص كبير في إنتاج العسل هذه السنة، كمنطقتي بركان وبني ملال، إثر التقلبات الجوية التي عرفتها هاتان المنطقتان أثناء إزهار أشجار الحمضيات، فإن المناطق الشمالية خصوصا مدينة طنجة سجلت ارتفاعا في إنتاج مادة العسل بفعل انتظام التساقطات ودرجة حرارة معتدلة.
ويعتبر قطاع النحل نشاطا واسع الانتشار، حيث يؤدي دورا كبيرا في صون التنوع البيولوجي، والرفع من مستوى الاقتصاد الوطني فبحسب معطيات رسمية، يشكل قطاع تربية النحل بالمغرب مصدر دخل إجمالي أو جزئي بالنسبة لأزيد من 36 ألف نحال.
وتضم سلسلة تربية النحل بالمملكة المغربية سبعة أصناف، تتجلى في عسل الزقوم (تادلة-أزيلال)، وعسل باخنو (جبل مولاي عبد السلام)، وعسل الدغموس (الصحراء، جهة كلميم واد نون، جهة سوس-ماسة)، وعسل الزنداز (فاس-بولمان)، وعسل الزعتر (سوس-ماسة) وعسل أزير (الشرق)”.
