حمى الضنك.. هل يصبح التهديد والكابوس الجديد بعد كورونا؟

أعلنت منظمة الصحة العالمية عن ارتفاع ملحوظ في حالات إصابة حمى الضنك خلال السنة الحالية، حيث تم تسجيل أكثر من خمسة ملايين حالة، و5000 حالة وفاة، في جميع أنحاء العالم.

ومنذ أن حذرت المنظمة الأممية من خطورة هذا الارتفاع الكبير، وأكدت على ضرورة الاستجابة السريعة لإدارة تفشي حمى الضنك والاستعداد لموسمها المقبل، أثار الأمر مخاوف من حدوث اجتياح أكبر لهذا المرض وإعادة سيناريو كورونا.

ما هو مصدر حمى الضنك؟

أكدت الدكتورة ديانا روخاس ألفاريز، قائدة فريق منظمة الصحة العالمية المختص بالفيروسات المفصلية، على ضرورة التصدي لتصاعد التهديد الناجم عن حمى الضنك على جميع المستويات الصحية. كما حثت المنظمة على تقديم الدعم اللازم للدول الهشة للسيطرة على الانتشار الحالي لحمى الضنك والتحضير لموسمها القادم.

وأوضحت ألفاريز، أن حمى الضنك، تنتقل إلى الإنسان عن طريق لدغات البعوض المصاب، وهي الطريقة التي أصبحت أكثر انتشارًا في المناطق الحضرية ذات المناخات الاستوائية وشبه الاستوائية. وأرجعت ارتفاع عدد الحالات المبلغ عنها في مزيد من البلدان، إلى تفشي البعوض المصاب، نتيجة لظاهرة الاحتباس الحراري المرتبطة بارتفاع الانبعاثات.

وحذرت المسؤولة الأممية من تغير المناخ، لما له من تأثير على انتقال حمى الضنك، حيث زادت درجات الحرارة والرطوبة وهطول الأمطار. وفي ظل هذه التحديات، دعت المنظمة إلى تعزيز التعاون الدولي، والتنسيق لمواجهة هذا التهديد الصحي.

تفشي في مناطق غير متوقعة

للفيروس الذي ينقله البعوض تاريخ طويل في المناخات الدافئة، ولكنه ظهر الآن أيضًا في مناطق لم يصل إليها من قبل، كما هو الحال في أوروبا، وأجزاء من الولايات المتحدة.

وفي أكتوبر، أعلنت ولاية كاليفورنيا عن أول حالة إصابة بفيروس حمى الضنك المنقول محلياً. وفي مارس، تم اكتشاف حمى الضنك في العاصمة السودانية الخرطوم لأول مرة في سجل المدينة، مما وضع نظام الرعاية الصحية الذي يعاني بالفعل من نقص التمويل تحت ضغط كبير.

وفي الوقت نفسه، وفي البلدان التي كانت فيها حمى الضنك متوطنة بالفعل، شهد هذا الفيروس هذا العام انتشارا على نطاق غير مسبوق، وسط أسوأ تفشي في تاريخ بنجلاديش. تم الإبلاغ عن حالات حمى الضنك في جميع مناطق البلاد البالغ عددها 64 مقاطعة. وبحلول منتصف نوفمبر، أصاب المرض 291832 شخصًا وقتل 1476 شخصًا.

واستقال وزير الصحة في بيرو، الذي أعلن في يونيو حالة الطوارئ في معظم أنحاء البلاد للتعامل مع تفشي حمى الضنك، مع استمرار تزايد حالات الإصابة والوفيات.

وأشار تقرير تقييم المخاطر الذي نشرته منظمة الصحة للبلدان الأمريكية، إلى أن الافتقار إلى أنظمة صحية قوية لمراقبة وإدارة حمى الضنك، يثير مخاوف بشأن الحالات المحتملة غير المكتشفة، أو حركات السفر غير المسجلة التي يمكن أن تساهم في انتشار المرض دون أن يلاحظها أحد.

ما هي أعراض الفيروس؟ وما مدى خطورته؟

بالرغم من تعرض أربعة مليارات شخص لخطر الإصابة بحمى الضنك، إلا أن معظم المصابين بالفيروس لا تظهر لديهم أي أعراض، ويتعافون عادة في فترة قصيرة تتراوح بين أسبوع إلى أسبوعين، لكن الإصابة الشديدة بحمى الضنك قد تأدي إلى الموت.

وتظهر عند المصابين بحمى الضنك الشديدة، حسب منظمة الصحة العالمية، أعراض خطيرة مثل الصدمة، والنزيف الشديد، وتلف الأعضاء، كما يلاحظ أن هذه الأعراض الخطيرة غالبًا تظهر بعد انحسار الحمى الأولية، مما يجعلها صعبة التنبؤ بها.

وتشمل العلامات التحذيرية لحمى الضنك، آلامًا حادة في البطن، والقيء المستمر، ونزيف اللثة، وتراكم السوائل، والخمول، والأرق، وتضخم الكبد, ونظرًا لعدم وجود علاج محدد للمرض، يشدد خبراء الصحة على أهمية الكشف المبكر، وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لتقليل فرص الوفاة نتيجة لحمى الضنك الشديدة.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *