قمر خائف الله على الرغم من التغيرات المناخية القاسية، والجفاف الذي أرخى بظلاله على إنتاجية عدد من المزروعات خلال المواسم الأخيرة، إلا أن المملكة المغربية مازالت، تؤكد ريادتها داخل أسواق الاتحاد الأوروبي، خاصة أسواق الجارة الشمالية إسبانيا، التي احتدمت المنافسة بينها وبين المغرب خلال السنوات الأخيرة في إمداد السوق الأوروبية بمجموعة من المنتجات الزراعية.
ووفق ما جاء في تقرير موقع “Hortoinfo“، المختص في تحليل البيانات الفلاحية، بدأ منتجو البطيخ الأحمر في إسبانيا سلسلتهم التاريخية في هذا المنتوج، بمتوسط سعر 0.32 يورو للكيلو الواحد في عام 2013، ليغلقوا السلسلة في عام 2022، بمتوسط سعر 0.54 يورو للكيلو الواحد.
وإلى جانب هذا، أكد التقرير، أن منتجي البطيخ الأحمر المغاربة، بدأو سنة 2013 بمتوسط سعر 0.25 أورو للكيلو الواحد، لتنتهي السلسلة التاريخية سنة 2022 بمتوسط سعر 0.17 أورو للكيلو الواحد، أي أقل بكثير من متوسط السعر المدفوع للمنتج الإسباني، بنسبة تصل إلى 68.52 في المائة.
وبناء على هذه الأرقام، أظهر التقرير الذي أعده موقع “Hortoinfo“، باستخدام بيانات الخدمة الإحصائية لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، أن انخفاض تكاليف الدلاح المغربي، سمح لشركات التصدير، بمنافسة الإنتاج الإسباني بكمية كبيرة، وبالتالي تراجع إمدادات إسبانيا من هذا المنتوج.
وأشار المصدر ذاته، في وقت سابق، إلى أنه على الرغم من الانخفاض الذي سجلته الصادرات المغربية من البطيخ إلى إسبانيا خلال سنة 2023، والتي بلغت نسبته 23.8 بالمائة، إلا أن المملكة لازالت المزود الأساسي لهذه الفاكهة في السوق الإسبانية بحصة بلغت 64 بالمائة من إجمالي الواردات الإسبانية، متبوعا بالسنغال بحصة 15 بالمائة ثم موريتانيا بحصة 10 بالمائة.
وكانت الصادرات المغربية من البطيخ إلى إسبانيا قد عرفت منحى تصاعدي قوي، حيث انتقل حجم هذه الصادرات من 10.5 مليون كيلوغرام سنة 2014 إلى أزيد من 122 مليون كيلوغرام سنة 2022، وهو ما يمثل نسبة ارتفاع بلغت أزيد من 1060 بالمائة، قبل أن تبدأ بأخذ منحى تنازلي خلال سنة 2023.
وفي ظل أزمة الجفاف التي يعاني منها المغرب للسنة السادسة على التوالي، اعتمد إقليم زاكورة، المعروف بإنتاجه لهذه الفاكهة إجراءات لتقنين زراعة البطيخ الأحمر للسنة الثانية على التوالي، بهدف ترشيد استعمال المياه، كون أن هذه الفاكهة من أكثر الفواكه استنزافا للفرشة المائية.
