التسول خلال رمضان.. المغاربة بين التعاطف والاحتيال

تزداد ظاهرة التسول وترتفع بكثرة مع قدوم شهر رمضان، إذ يقوم العديد من الأشخاص بارتداء ملابس رديئة، بوجوه متعبة ومظهر يوحي بالبؤس والفقر، لينتشروا خلال هذا الشهر، في شوارع المدن وأزقتها كما يتواجدون على جنبات الطرق وأمام المساجد، وقرب المنازل.

ويبدو أن ظاهرة التسول القديمة، التي انتشرت منذ سنوات عديدة بسبب الفقر أو العوز أو المرض أو العجز، أو شيء آخر، بدأت تأخذ أشكالا جديدة مستحدثة، خاصة بالمناسبات والأعياد الدينية.

التسول المهني

وفي هذا الصدد، يرى محسن بنزاكور، الأستاذ الجامعي والمتخصص في علم النفس الاجتماعي، أن ’’أشخاص التسول مهنيون مثلهم مثل الشركة التي تقوم بدراسة السوق، فهم أيضا يدرسون السوق، ويختارون الوقت المناسب للتسول وربح المال’’.

وأضاف بنزاكور في تصريح لـ’’بلادنا24’’، أن ’’المتسول يلعب على استغلال الجانب الروحي للصائم خلال هذا الشهر وكسب عطفه’’، معتبرا أنه ’’خلال شهر رمضان يصبح من السهل أن يتم استغلال الشخص لأن مشاعره تكون فياضة، وقلبه رهيف، وهم يستغلون هذا الجانب للتحايل على الناس’’.

التعاطف والاحتيال

وأكد المتخصص في علم النفس الاجتماعي، أن ’’التسول ممنوع قانونيا ويعاقب عليه القانون المغربي’’، مشيرا إلى أن ’’هناك مجموعة كبيرة من المتسولين، تنشط على شكل عصابات منظمة’’، مسجلا أن ’’المغربي في تلك اللحظة التي يأتي إليه فيها شخص يتسول، لا يكون واعي بهذه الأفكار رغم أنه درسها ويعرفها، حيث أنه ينساها في لحظة هيجان العاطفة وروحانيات رمضان’’.

واعتبر بنزاكور، أن ’’المتسول شخص ذكي يستعمل الحيلة، ويعرف جيدا من أين تؤكل الكتف’’، مضيفا أنه ’’يستغل كل ما يتعلق بالجانب الروحاني والعاطفي للصائم’’.

كما شدد المتحدث ذاته، أن ’’المغربي، إذ لم يقدم المساعدة للمتسول يشعر بالذنب، هذا مايدل على استغلال العاطفة الإنسانية لديه’’.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *