محاولة الجزائر توريط ألباريس وراء تأجيل الأخير زيارة رسمية ساعات قبل انطلاقها

في تحول غير متوقع للأحداث، أجلت الدبلوماسية الجزائرية، إلى أجل غير مسمى، الزيارة الافتتاحية لوزير الشؤون الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، قبل ساعات قليلة من بدايتها المقررة. وكشفت مصادر مطلعة على الاستعدادات للرحلة “المُحبَطة”، أن الإلغاء نابع بالأساس من إصرار ألباريس، على استبعاد أي نقاش محتمل حول نزاع الصحراء المغربية.

وأعلن مكتب الإعلام الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية الإسبانية، رسمياً، مساء الأحد الماضي، عن تأجيل رحلة ألباريس المقررة، بسبب مشاكل في الجدول الزمني على الجانب الجزائري. غير أن مصادر إسبانية غير رسمية، رجحت “خروجاً عن الأعراف” يرافق عدم رغبة الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، في استقبال الضيف الإسباني.

وفي حين أن المعلومات التي وفرتها تلك المصادر دقيقة، إلا أنها تسلط الضوء فقط على جزء صغير من التوترات الكامنة بين إسبانيا والجزائر، التي سبقت الزيارة.

وعلى الرغم من تعيين سفير جزائري جديد في مدريد، مؤخراً، ويتعلق الأمر بالدبلوماسي “المخضرم”، عبد الفتاح دغموم،  منهياً منصباً شاغراً دام حوالي 19 شهراً، إلا أن الأزمات الكامنة لا تزال قائمة بين البلدين.

ونقلت صحيفة “إل كونفيدونسيال”، عن مصادر قالت إنها “جيدة الاطلاع على التحضيرات للرحلة المحبطة”، قولها إن وزير الخارجية، ألباريس، طالب بألا تشمل المحادثات، الصراع في الصحراء المغربية، وأن تقتصر فقط على القضايا المتعلقة بالمبادلات التجارية، والطاقة، والهجرة، والأمن، واستئناف اتفاقية الصداقة، فضلاً عن مناقشة الوضع في منطقة الساحل وفي ليبيا، وصولاً إلى الحديث حول النزاع الفلسطيني، والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وعن الجانب الجزائري، أوردت الصحيفة الإسبانية، أن وزارة خارجية الجارة الشرقية، أصرت على أن يتم نشر بيان صحفي مشترك عقب الزيارة، يتناول مجمل القضايا المشتركة، مع التركيز على نزاع الصحراء، موضحة أن الدبلوماسية الجزائرية قدمت نسخة من البيان المزمع نشره، للجانب الإسباني، والذي تضمن في معرض نصه، كلمات نسخة طبق الأصل من خطاب الرئيس الإسباني بيدرو سانشيز، في 20 شتنبر من العام الماضي، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي ذكر فيه المسؤول الإسباني، أن بلاده “تؤيد التوصل لحل سياسي مقبول في إطار الأمم المتحدة”، مع إغفال تأكيده لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.

وزادت “إل كونفيدونسيال”، في تقريرها، أن رئيس الدبلوماسية الإسبانية، أكد على رغبته في الاطلاع على مضمون تصريحات وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، عقب الندوة الصحفية التي ستعقب الزيارة، وذلك لضمان أن الأخير لن يزج بأي شكل من الأشكال، بنزاع الصحراء ضمن هذه الزيارة.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *