وسط صمت بنعلي.. تقرير يصنف مراكش والبيضاء ضمن المدن الأكثر تلوثا بإفريقيا

في تقرير خاص بمؤشر التلوث بالنسبة لمنتصف سنة 2023، نشره موقع “Numbeo”، المختص في رصد مؤشرات جودة الحياة وتتبع المؤشر الدوري للتلوث العالمي، نشر الموقع إحصائيات تخص أكثر المدن تلوثا بالعالم، وجاء في هذه القائمة، على المستوى الإفريقي، كل من مدينتي مراكش والدار البيضاء، بمؤشر تلوث يقارب 82 نقطة بالنسبة للمدينتين.

مؤشرات مقلقة

واحتلت بذلك مدينة مراكش، المركز الثالث إفريقيا، ضمن قائمة المدن التي تعاني من هذا المشكل على المستوى العالمي، بينما تبوأت مدينة الدار البيضاء المركز الرابع، من بين 248 مدينة شملها التصنيف.

وبحسب موقع “Lanouvelletribune”، والذي نقل بدوره التقرير، فإن تلوث هواء المدن، من الظواهر الخطيرة التي تهدد صحة الإنسان، كما ينتج عنه العديد من الأمراض التنفسية، والأمراض السرطانية الخطيرة.

تقارير تسائل وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة

وليست هذه المرة الأولى التي يرصد فيها تقرير دولي، مؤشرات سلبية لتلوث الهواء، فحسب تقرير مؤشر التلوث العالمي لسنة 2022، فقد تبوأ المغرب، المركز الثامن على مستوى القارة الإفريقية، والمرتبة 39 في قائمة الدول التي تعاني من هذا المشكل على المستوى العالمي، والتي شملت 115 دولة.

ودفعت هذه المؤشرات السلبية، إلى طرح تساؤلات حول دور وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، بالإضافة إلى المجلس الوطني للبيئة، التابع لقطاع التنمية المستدامة، في معالجة الظاهرة.

وتحدد اختصاصات المجلس الوطني للبيئة، في “تحديد مساعي الحكومة في ميدان البيئة خلال تنشيط وتوجيه وتنسيق كل عمل يتعلق بحماية البيئة وتحسينها وتدبير شؤونها وتشجيع التنمية المستدامة، وتتبع الدراسات واقتراح مشاريع النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالبيئة، بالإضافة إلى توعية وتحسيس السكان ونشر المعلومات المتعلقة بالبيئة”.

غياب المعطيات والدراسات العلمية

وفي في هذا الإطار، قال أيوب كرير، الباحث في علوم المجال والتنمية المستدامة، ورئيس جمعية أكسجين للبيئة والصحة، إن ”ظاهرة تلوث الهواء، ظاهرة خطيرة جدا، فإذا أخدنا مدينة القنيطرة على سبيل المثال، والتي تشهد ظاهرة الغبار الأسود، فإقليم القنيطرة يعد من أكثر المناطق التي تشهد انتشار أمراض الربو”.

وأضاف أيوب كرير، وهو أحد المشرفين على عريضة “القنيطرة تختنق”، في تصريح لـ”بلادنا24“، أنه “منذ سنوات، وكجمعيات نترافع ضد ظاهرة التلوث، وظاهرة الغبار الأسود بمدينة القنيطرة، ونسجل غياب معطيات رسمية حول الموضوع، لذا نطالب بإخراج تقارير مفصلة، وعدم الاكتفاء بالبيانات المختصرة التي لا تشير للمعطيات العلمية الخاصة بالهواء المستنشق، الشيء الذي دفعنا في حالة الغبار الأسود بمدينة القنيطرة، إلى قياس الظاهرة بمدن عالمية تشهد ظاهرة مماثلة”.

وحول التقارير الوطنية المؤسساتية في الموضوع، أضاف الباحث البيئي، أن “معطيات الوزارة المكلفة بالبيئة تقول بأن درجات التلوث متوسطة في معظم أشهر السنة، إذ أن المقاييس تأخذ في بعض أشهر السنة، وليس طيلة السنة، مما ينعكس على النتائج، لذا نطالب بمحطات قياس مرتبطة بموقع إلكتروني يحين بصفة يومية، ويرصد تلوث الهواء بالنسبة لكل يوم”.

وبخصوص المسببات الرئيسية لتلوث الهواء، قال أيوب كرير، إنه “يجب تجميع المجمعات الصناعية بعيدا على الساكنة، وتطبيق المراقبة الصارمة اليومية، وإلزام الشركات بتعويض المتضررين والمرضى بالأمراض التنفسية، بالإضافة إلى خلق ضريبة الكربون، فالمغرب يتوفر على نصوص تشريعية راقية في المجال، لكن يغيب التطبيق، وهو ما يحيلنا لخطاب العرش الأخير، إذ أن المجال البيئي يحتاج أيضا للجدية”، يؤكد المتحدث.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *