هيلولة.. ارتباط ديني بين اليهود والتراث والتاريخ المغربيين

يزور كل سنة، آلاف اليهود المغاربة، بلدهم الأم، خلال موسم هيلولة، الاحتفال الديني والتجمع السنوي لهم، لصلة الرحم مع تاريخهم، ومع المغرب لتجديد ارتباطهم به.

أصول “هيلولة”

تعود أصل كلمة “هيلولة” في اللغة العبرية إلى كلمة “هاليلو يا”، وتعني “سبحوا الله” في ترجمتها الحرفية، وترتبط هذه الكلمة بالاحتفال بذكرى وفاة واحد من الأولياء الصالحين في الثقافة اليهودية، وبالضبظ اليهود السفرديين، أي اليهود الذين عاشوا في المغرب وشمال إفريقيا.

كما تمثل هذه الكلمة العبرية دعوة للتسبيح والتمجيد لله، وفي نفس الوقت التوسل للحاخام من أجل التوسط لهم عند الله، من أجل قضاء حوائجهم، والاستفادة من الرزق والبركة والصحة، حسب تصريح سابق للحاخام نحمان بيطون، في إحدى وسائل الإعلام.

أهمية الطقس لليهود المغاربة

تمثل “هيلولة” مناسبة ذات أهمية كبيرة بالنسبة لليهود المغاربة، نظرا لعدد الأضرحة والمزارات اليهودية المتواجدة بالبلاد، حيث يتواجد حوالي 36 معبدا يهوديا، ونحو 600 ضريح. وتقام الاحتفالات في نحو 40 ضريحا منهم، إضافة إلى وجود أزيد من 600 ولي بمختلف المناطق بالمغرب.

ومن أشهر الأضرحة التي لا تزال تشهد احتفالات “الهيلولة” بالمغرب، والحاخامات المشهورين الذين يُحتفل بهم في هذه المناسبة، الحاخام دافيد بن باروخ هاكوهين بتارودانت، وبالضبط بقرية قرية أغزو نبهمو، الذي توفي سنة 1760. وتعتبر “هيلولته” حدث ذو أهمية خاصة بالنسبة للجالية اليهودية التي تأتي من مختلف بقاع العالم لأجله.

هناك أيضا “هيلولة” الحاخام حييم بينتو في مدينة الصويرة، وضريح عمران بن ديوان بمدينة وزان، وضريح الربي إبراهيم أوريور بمدينة سطات، وضريح الربي إسحاق بن الوليد بمدينة تطوان، لاتزال تشهد كلها إقامة احتفالات الهيلولة.

هذه الأضرحة تعتبر أماكن مقدسة تجمع بين الروحانية والثقافة، حيث يأتي اليهود المغاربة لأداء الصلوات والتأمل والتعبد، وأيضا للمحافظة على تراثهم الديني والثقافي، وتعزيز التفاهم والتواصل بينهم وبين المجتمع المغربي.

طقوس “هيلولة”.. الشموع بملايين السنتيمات والتبرك بروح الحاخام

خلال موسم “هيلولة”، ويقوم اليهود المغاربة باحتفالات دينية تمتد لمدة أسبوعين تشمل الصلاة والدعاء والتبرك بروح ولي اليهود الحاخام، فمثلا خلال “هيلولة” دافيد بن باروخ، تبدأ المراسم بإشعال ثمانية شمعات في مكان في الضريح يسمى “حانوكا”، حيث تمثل كل شمعة يومًا من أيام موسم هيلولة.

وتقام الزيارة بإضاءة الشموع بكميات كبيرة في الضريح وعلى القبور، وتباع هذه الشموع بعد ذلك بمبالغ مالية ضخمة، قد تصل إلى 150 مليون سنتيم، لأنها قد تحمل بركة الأولياء حسب معتقداتهم، وبالتالي يتنافس الزوار على شرائها في مزادات أمام الضريح.

وتجمع المبالغ المالية المحصلة من بيع الشموع، والمقدمة من الزوار، لصيانة مرافق الضريح، وتمويل نفقات الموسم والاحتفال المقبل.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *