هل ينعكس تراجع أسعار النفط عالميا على محطات الوقود بالمغرب؟

شهدت الأسواق المغربية، مثل العديد من دول العالم، ارتفاعات متتالية في أسعار السلع الأساسية ومشتقات الطاقة، بسبب مشاكل سلاسل الإمداد، وارتفاع أسعار النفط والغاز الطبيعي، وهو الأمر الذي أثر بصورة كبيرة على تفاقم عجز الموازنة العامة للدولة.

تراجع أسعار النفط الخام 

بعد مدة من الارتفاعات المتواصلة في أسعار النفط، وقعت أسعاره اليوم الإثنين، على تراجع كبير منذ شهور، في ظل ترقب انعكاس ذلك على محطات الوقود بالمغرب.

ووفق، وكالة بلومبرج للأنباء، فقد شهدت أسعار النفط العالمية تراجعا في بداية تعاملات الأسبوع الجديد، إذ أن أسعار العقود الآجلة للسلع لا تزال تتراجع، على الرغم من تدخل السلطات السويسرية لاحتواء أزمة بنك “كريدي سويس”، وموافقة بنك “يو.بي.إس” على شراء البنك المتعثر بمبلغ 3.24 مليار دولار.

محددات أسعار النفط

وفي هذا الصدد، قال فريد البارودي، عضو في النقابة الوطنية للبترول والغاز بالمغرب، أنه “فيما يخص النفط ومشتقاته، ما يحدد ثمنه في الأحوال العادية في ظل منظومة شفافة ومستقلة، هو الثمن الرئيسي للنفط الخام وهوامش التكرير، إضافة إلى الجانب اللوجيستيكي أيضا (النقل التخزين ..) والضرائب، لكن للأسف بعد الخروج من كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، هوامش التكرير ارتفعت نظرا للطلب الكبير الذي حل بعد تعافي الاقتصاد العالمي”.

وأضاف البارودي، في تصريح لـ“بلادنا24”، أن “بعد ما شهده سوق البترول من طلب وقلة العرض، أصبح هناك فرق بين ثمن الخام وثمن مشتقات الغازوال”، وأبرز قائلا: “ما يعني حتى اذا انخفض النفط الخام لا ينخفض معه بنفس الحدة الغازوال، بل في بعض الأحيان ينخفض الخام ومشتقاته تبقى مرتفعة في الأسعار”.

سوق النفط بالمغرب

وبخصوص انعكاس انخفاض النفط الخام على أسعار الغازوال في المغرب، كشف البارودي، أن “المغرب يعاني من إشكال كبير في سوق البترول والغاز بسبب غياب منظومة صحية ليس فيها لا فساد ولا احتكار، فللأسف في المغرب نعاني من احتكار لبعض الشركات الكبرى، التي تمثل 83 في المائة، وهي التي تحدد الثمن إضافة إلى هوامش التكرير في المصافي، والتي تعرف تلاعبا في الأثمنة على الصعيد الوطني”.

وأفاد المتحدث ذاته، أنه “عند الحسابات دائما ما يتضح وجود خلل متمثل في أرباح غير مشروعة لبعض الشركات تتراوح مابين درهم ودرهم ونصف”.

حاجة المغرب للتكرير

وأكد البارودي، أن “انخفاض النفط الخام عبر العالم، في الحالات العادية يجب أن ينخفض على مشتقات الغازوال، فسوق الغازوال سوق متغير، ونحن معرضين للارتفاع، خاصة في ظل الاحتجاجات المتواصلة في فرنسا، إذ هناك مصافي تم إغلاقها، ونحن نستورد الغازوال ولا نكرره وهذا إشكال كبير”.

وأضاف، “لهذا من الضروري إعادة النظر في مصفاة “لاسامير”، التي كانت تشغل جانبا مهما يخص أسعار الغاوال في المغرب، فلو كان لدينا تكرير في المغرب، كنا سنقتني النفط ونكرره بثمن منخفض”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *