هل ينجح اليمين الإسباني في تشكيل تحالف حكومي “يهدد” مصالح المغرب؟

بعدما تصدر الحزب الشعبي الإسباني الانتخابات العامة في إسبانيا بفارق بسيط عن الحزب الاشتراكي العمالي، باتت التساؤلات اليوم حول التحالفات الممكن عقدها بعد الفارق البسيط الموجود بيت الحزبين، وإمكانية أن يظفر  الحزب الشعبي الذي لا ينظر “بعين الرضا” للتقارب بين المغرب وحكومة بيدرو سانشيز، برئاسة الحكومة، بالإضافة إلى حزب ”فوكس” حليف الحزب الشعبي الإسباني، والذي يعرف بخطابه ”اليميني المتشدد”.

وفي هذا الصدد، صرح هشام معتضد، الخبير في الشؤون السياسية والاستراتيجية، لـ“بلادنا24″، أن “كل الفرضيات متاحة في صناعة الائتلاف السياسي المقبل في إسبانيا، والتدبير السياسي لصناعة الائتلافات الحكومية مرتبط بعدة أبعاد سياسية وعوامل استراتيجية، وليست حبيسة التقارب الأيديولوجي كما يعتبره البعض”.

وحول إمكانية حصول حزب “فوكس” اليميني على فرصة للدخول للائتلاف الحكومي، خاصة أنه مقرب من الحزب الشعبي، قال هشام معتضد، “حزب فوكس سيحاول اقتناص فرصة تشكيل التركيبة الائتلافية إلى جانب الحزب الشعبي الإسباني، وذلك لتقاطع بعض محاور التصورات الأيديولوجية بين الطرفين لانتمائهم للتشكيلة اليمينية في التدبير الحزبي”.

وشدد الخبير الاستراتيجي، “رغم تقارب كل من الحزب الشعبي الإسباني وحزب فوكس اليميني في بناء التصورات السياسية للمرحلة المقبلة في إسبانيا، إلا أن الاختلاف الجوهري حول كيفية تدبير بعض الملفات الاستراتيجية للبلد وهيكلة مجموعة من القطاعات الحساسة على مستوى الدولة قد يعصف بأي محاولة لتشكيل أي تحالف سياسي بين التجمعين”.

وواصل نفس المتحدث قائلا “حزب فوكس يعي جيدًا أن خطابه الحزبي والأيديولوجي، والذي يعد ورقته الرابحة في تدبير صورة حزبه الانتخابي، سيصطدم ببراغماتية تدبير الدولة وعقلانية إدارة السلطة، وهو ما قد ينعكس سلبًا على وحدة حزبه و تماسك هياكله الداخلية، وتواجد فوكس في أي توافق سياسي حكومي مقبل سيبقي رهين الضمانات السياسية التي سيتلقاها من الحزب المشكل للحكومة، خاصة و أنه لم يغامر برأس ماله الخطابي و الأيديولوجي”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *